نعم
لا يستفاد من هذه الروايات اكثر من الفورية العرفية المحدّدة بالاتيان قبل القيام
من مجلس الصلاة و قبل فعل المنافى. قال المحقق الهمدانى: «و لكن الانصاف اشعار
الأخبار المزبورة بارادة المبادرة الى فعل السجدتين بعد الفراغ من الصلاة قبل ان
يتحوّل من مكانه او يشتغل بالافعال المباينة لها التى ادناها التكلم مع الغير،
فيستفاد منها الفورية العرفية فيكون التحديد بما قبل ان يتكلم او بكونه جالسا،
للجرى مجرى الغالب من ضيق هذا الوقت، المستلزم لحصولهما فورا عرفا»[1].
هذا
مضافا الى انس المتشرعة بذلك و عملهم على اتيانهما بعد الصلاة مباشرة، و ان كان لا
يدلّ ذلك على اكثر من الرّجحان، الامر الذى لا نروم اثبات ازيد منه.
و
مما يدلّ على الانس المذكور ما وقع فى السؤال عن نسيان سجود السهو اى عن نسيان ان
يأتى به فى محلّه المألوف، كما فى موثقة عمار: «و عن الرجل اذا سهى فى الصلاة
فينسى ان يسجد سجدتى السهو؟ قال: يسجد متى ذكر ...»[2]
و بذلك
كله تتقيد سائر المطلقات مثل قوله «ان تكلم فليسجد سجدتى السهو»[3].