نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 1 صفحه : 439
. 5 فصل (فى تحريكات الافلاك و فى احوال نفوسها)
(173) و لنرجع الى ما كنّا فيه. قد سبق[1]
الكلام فى انّ المتحرّك بحركة وضعيّة ليس حركته طبيعيّة، و تبيّن انّ حركة السماء
اراديّة. و لا بدّ للمتحرّك الارادىّ من مقصد، فانّه ان لم يترجّح عنده الحركة لا
يتحرّك. و الحركة نفسها ليست من الكمالات الحسّيّة و العقليّة، و ليست نفس الفلك
تقتضى الحركة لذاتها- فانّ الثابت لا يقتضى الغير الثابت على ما سبق- و ليس
مطلوبها امرا جزئيّا- و الّا لوقفت سواء نالت او قنطت- فمطلوبها امر كلّىّ متجدّد
الاشخاص الجزئيّة. و قد تبيّن انّ لها ارادة كلّيّة، و لو لا الارادة الكلّيّة ما
وجب تجدّد الارادات الجزئيّة التى تنبعث منها الحركات الجزئيّة على ما قرّرناه قبل
هذه الفصول. و اذا كان لها ارادة كلّيّة، فيجب ان يكون لها ادراك كلّىّ، و يجب ان
يكون لها نفوس ناطقة، فانّ الادراك الكلّىّ- كما علمت- لا يصحّ الّا على امر مجرّد
عن المادّة. و اذا علمت هذا فاعلم انّ مطلوبها ليس امرا شهوانيّا و لا غضبيّا، كيف
و هى لا تنمو[2]! فانّ
النموّ لا بدّ له من خرق و حركة مستقيمة و تغذّ[3]،
و لا بدّ و ان يكون جوهر الشيء قابلا للاستحالة و الفساد، و كلّ ما يمكن اتّصال
شىء[4] به يصحّ
انفصال شىء عنه، و كلّ ما يصحّ الزيادة فيه يصحّ النقصان عنه. و قد علمت ايضا انّ
كلّ كاين فاسد، و اذ لا تغذّى لها و لا نموّ[5]
لها و لا اتّصال بها و لا انفصال عنها فليس مطلبها امرا شهوانيّا، و اذ لا مزاحم
لها