لِلْأَمْرِ هَلْ مِنْ جَوَابٍ قَالَ الْجَوَابُ مَا قَدْ رَأَيْتَ.
و قال أبو هريرة الأبار صاحب الصادق ع
و لما دعا الداعون مولاي لم يكن
ليثني عليه عزمه بصواب
و لما دعوه بالكتاب أجابهم
بحرق الكتاب دون رد جواب
و ما كان مولاي كمشري ضلالة
و لا ملبسا منها الردى بثواب
و لكنه لله في الأرض حجة
دليل إلى خير و حسن مآب
يا ضيعة الدين ما رأيت جنى
من معدن الوحي و الرسالات
كلا و رب الحجيج إن لنا
ظهرا و لكننا نأبى الضلالات
كيف نعق الورى و أنفسنا
خلقن من أنفس نقيات
فصل في استجابة دعواته ع
رَوَى الْأَعْمَشُ وَ الرَّبِيعُ وَ ابْنُ سِنَانٍ وَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ وَ حُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْعَلَاءِ وَ أَبُو الْمَغْرَاءِ وَ أَبُو بَصِيرٍ أَنَّ دَاوُدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ لَمَّا قَتَلَ الْمُعَلَّى بْنَ خُنَيْسٍ وَ أَخَذَ مَالَهُ قَالَ الصَّادِقُ ع قَتَلْتَ مَوْلَايَ وَ أَخَذْتَ مَالِي أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الرَّجُلَ يَنَامُ عَلَى الثُّكْلِ[1] وَ لَا يَنَامُ عَلَى الْحَرْبِ أَمَا وَ اللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ اللَّهَ عَلَيْكَ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ تُهَدِّدُنَا بِدُعَائِكَ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِقَوْلِهِ فَرَجَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِلَى دَارِهِ فَلَمْ يَزَلْ لَيْلَهُ كُلَّهُ قَائِماً وَ قَاعِداً فَبَعَثَ إِلَيْهِ دَاوُدُ خَمْسَةً مِنَ الْحَرَسِ وَ قَالَ ائْتُونِي بِهِ فَإِنْ أَبَى فَائْتُونِي بِرَأْسِهِ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَ هُوَ يُصَلِّي فَقَالُوا لَهُ أَجِبْ دَاوُدَ قَالَ فَإِنْ لَمْ أُجِبْ قَالُوا أَمَرَنَا بِأَمْرٍ قَالَ فَانْصَرِفُوا فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ لِدُنْيَاكُمْ وَ آخِرَتِكُمْ فَأَبَوْا إِلَّا خُرُوجَهُ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ بَسَطَهُمَا ثُمَّ دَعَا بِسَبَّابَتِهِ فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ السَّاعَةَ السَّاعَةَ حَتَّى سَمِعْنَا صُرَاخاً عَالِياً فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ مَاتَ فَانْصَرِفُوا فَسُئِلَ فَقَالَ بَعَثَ إِلَيَّ لِيَضْرِبَ عُنُقِي فَدَعَوْتُ عَلَيْهِ بِالاسْمِ الْأَعْظَمِ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكاً بِحَرْبَةٍ فَطَعَنَهُ فِي مَذَاكِيرِهِ فَقَتَلَهُ وَ فِي رِوَايَةِ لُبَانَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بَاتَ دَاوُدُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَائِراً قَدْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَقُمْتُ أَفْتَقِدُهُ فِي اللَّيْلِ فَوَجَدْتُهُ مُسْتَلْقِياً عَلَى قَفَاهُ وَ ثُعْبَانٌ قَدِ انْطَوَى عَلَى صَدْرِهِ وَ جَعَلَ فَاهُ عَلَى فِيهِ فَأَدْخَلْتُ يَدَيَّ فِي كُمِّي فَتَنَاوَلْتُهُ فَعَطَفَ فَاهُ إِلَيَّ فَرَمَيْتُ بِهِ فَانْسَابَ[2] فِي
[1] الثكل: فقدان الحبيب.
[2] انسابت الحية: جرت و تدافعت في مشيها.