أَنْ تَدْعُوَهُ فَلَا يُجِيبَكَ أَوْ يُجِيبَكَ فَلَا تَنْفَعَكَ إِجَابَتُهُ. ثُمَّ بَرَزَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ ع قَائِلًا
شَيْخِي عَلِيٌّ ذُو الْفِخَارِ الْأَطْوَلِ
مِنْ هَاشِمِ الْخَيْرِ الْكَرِيمِ الْمُفْضِلِ
هَذَا حُسَيْنُ ابْنِ النَّبِيِّ الْمُرْسَلِ
عَنْهُ نُحَامِي بِالْحُسَامِ الْمُصْقَلِ
تَفْدِيهِ نَفْسِي مِنْ أَخِي مُبَجَّلٍ
فَلَمْ يَزَلْ يُقَاتِلُ حَتَّى قَتَلَهُ زَجْرُ بْنُ بَدْرٍ الْجُحْفِيُّ وَ يُقَالُ عُقْبَةُ الْغَنَوِيُّ. ثُمَّ بَرَزَ أَخُوهُ عُمَرُ وَ هُوَ يَرْتَجِزُ
خَلُّوا عُدَاةَ اللَّهِ خَلُّوا مِنْ عُمَرَ
خَلُّوا عَنِ اللَّيْثِ الْهَصُورِ الْمُكَفْهَرِ[1]
يَضْرِبُكُمْ بِسَيْفِهِ وَ لَا يَفِرُّ
يَا زَجْرُ يَا زَجْرُ تُدَانُ مِنْ عُمَرَ
وَ قَتَلَ زَجْراً قَاتِلَ أَخِيهِ ثُمَّ دَخَلَ حَوْمَةَ الْحَرْبِ. ثُمَّ بَرَزَ أَخُوهُ عُثْمَانُ وَ هُوَ يُنْشِدُ
إِنِّي أَنَا عُثْمَانُ ذُو الْمَفَاخِرِ
شَيْخِي عَلِيٌّ ذُو الْفَعَالِ الطَّاهِرِ
هَذَا حُسَيْنٌ سَيِّدُ الْأَخَايِرِ
وَ سَيِّدُ الصِّغَارِ وَ الْأَكَابِرِ
بَعْدَ النَّبِيِّ وَ الْوَصِيِّ النَّاصِرِ
رَمَاهُ خَوَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الْأَصْبَحِيُّ عَلَى جَنْبِهِ فَسَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ وَ حَزَّ رَأْسَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَبَانِ بْنِ حَازِمٍ. ثُمَّ بَرَزَ أَخُوهُ جَعْفَرٌ مُنْشِئاً
إِنِّي أَنَا جَعْفَرٌ ذُو الْمَعَالِي
ابْنُ عَلِيِّ الْخَيْرِ ذُو النَّوَالِ
ذَاكَ الْوَصِيُّ ذُو السَّنَا وَ الْوَالِي
حَسْبِي بِعَمِّي جَعْفَرٍ وَ الْخَالِ
أَحْمِي حُسَيْناً ذَا النَّدَى الْمِفْضَالِ
رَمَاهُ خَوَلِيٌّ الْأَصْبَحِيُّ فَأَصَابَ شَقِيقَتَهُ أَوْ عَيْنَهُ. ثُمَّ بَرَزَ أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ قَائِلًا
أَنَا ابْنُ ذِي النَّجْدَةِ وَ الْإِفْضَالِ
ذَاكَ عَلِيُّ الْخَيْرِ ذُو الْفَعَالِ
سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ ذُو النَّكَالِ
فِي كُلِّ يَوْمٍ ظَاهِرِ الْأَهْوَالِ
قَتَلَهُ هَانِي بْنُ شَبِيبٍ الْحَضْرَمِيُّ. وَ رُوِيَ أَنَّهُ خَرَجَ أَخُوهُ الْقَاسِمُ فَقَالَ
يَا عَصَبَةُ جَارَتْ عَلَى نَبِيِّهَا
وَ كَدَّرَتْ مِنْ عَيْشِهَا مَا قَدْ نَقِي
فِي كُلِّ يَوْمٍ تَقْتُلُونَ سَيِّداً
مِنْ أَهْلِهِ ظُلْماً وَ ذَبْحاً مِنْ قَفَا
فَضَرَبَ عَلَى رَأْسِهِ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ الْأَزْدِيُّ فَحَمَلَ عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ وَ ضَرَبَهُ ثُمَ
[1] المكفهر كمطمئن: الجبل الصلب المنيع.