و منها
محمد النبي و قال إني
سأدفعها إلى يقظان سهم
سأعطيها غدا رجلا أمينا
بريء الصدر من كذب و إثم
يحب الله ليس بذي ارتياب
جميع القلب يأخذها و يرمي
بها جيش الكتيبة لا يولي
و لا يلقى بهم من غير قدم
فلما كان من غده دعاني
و في العينين من رمد و غم
فداوى أحمد بالتفل عيني
و أكرمني برايته ابن عمي
و شيعني و أوصاني بتقوى
إلهي في الذي أبدي و أكمي
فلم أزجر بحمد الله حتى
صممت يهود خيبر أي صم
دخلت قموصها و قتلت ممن
بها من ساكنيها كل قرم[1]
من ذا الذي فجع اليهود بمرحب
إذ هابه عمر و فر فرارا
و أتى يجبن صحبه و جميعهم
قد صادفوه هوائلا غوارا
قال النبي لأحبون برايتي
من عاش لا نكسا و لا خوارا[2]
رجلا أحب إلهه و أحبه
لا ينثني حتى يبيح ديارا
فدعا أبا حسن فجاء و عينه
رمداء أشهره به إشهارا
فشفاه مما قد دهاه بتفله
و أجاره منها فعاش مجارا
فسما بخيبر و استباح حريمهم
و اجتثهم من أصلهم و أبارا[3]
سأعطي امرأ إن شاء ذو العرش رايتي
قويا أمينا مستقلا بها غدا
يحب إلهي و الإله يحبه
لدى الحرب ميمون النقيبة أصيدا[4]
ففاز بها منه علي و لم يزل
علي معانا في الأمور مؤيدا
على عادة منه جرت في عدوه
و كل امرئ جار على ما تعودا-
[1] القرم: السيّد.
[2] الناكس: المتأطى راسه ذلا و الخوار: الجنان الضعيف.
[3] اباره: اهلكه.
[4] الاصيد الملك. السيّد الكريم.