الْجُلُنْدَى وَ أَقْعَدَ عِنْدَهُمْ قَوْماً مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُعَلِّمُونَهُمُ الْفَرَائِضَ.
وَ فِي حَدِيثِ صَالِحِ بْنِ سَمَاعَةَ الطَّايِنِيِ[1] أَنَّهُ قَالَ: أَعْرَابِيٌّ أَتَاهُ مِنْ تَيْمٍ مَعَ الْقَارِصِيِّ بَعْدَ مَا سَأَلَهُ مَسَائِلَ إِنِّي قَدِمْتُ بِابْنٍ لِي أَلْتَمِسُ لَهُ جُمَلًا مِنَ الْعِلْمِ فَلَقِّنْهُ خَبَراً قَالَ ع ادْنُ يَا غُلَامُ قَالَ الْغُلَامُ فَأَمَدَّ يَدَهُ عَلَى ذُؤَابَتَيْهِ فَلَا أَنْسَى بَرْدَ جَهْضَتِهَا عَلَى أُمِّ دِمَاغَيْهِ قَالَ لِي أَ تَعْلَمُ قُلْتُ بِأَبِي وَ مَا أَعْلَمُ قَالَ مَنْ رَبُّكَ قُلْتُ اللَّهُ رَبِّي قَالَ مَنْ نَبِيُّكَ قُلْتُ مُحَمَّدٌ قَالَ فَأَيْنَ قِبْلَتُكَ قُلْتُ هَا هِيَ ذِهْ تُجَاهِيهِ وَ أَوْمَأْتُ إِلَى الْكَعْبَةِ قَالَ لِي أَجِبِ الصَّلَاةَ إِذَا غَرَبَتْ فِي الْيَوبَاءِ وَ اذْكُرْ رَبَّكَ نَاشِياً وَ إِنْ رَكِبَتِ الْجَلْعَبَاءَ[2] ثُمَّ تَرَكَنِي فَنَهَضْتُ مَعَ أَبِيهِ حَتَّى قَدِمْنَا الْحَيَّ وَ مَا شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ ثُمَّ سَأَلْتُ عَنِ الْقَارِصيِّ قَالَ ذَاكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
وَ أَخَذَ ع الْبَيْعَةَ عَلَى الْجِنِّ بِوَادِي الْعَقِيقِ بِأَنْ لَا يَظْهَرُوا فِي رِحَالَتِنَا وَ جَوَادِّ الْمُسْلِمِينَ وَ قَضَى مِنْهُ وَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ ضَلَّتْ مِائَةُ نَاقَةٍ حَمْرَاءَ تَنْظُرُ فِي سَوَادٍ وَ تَرْعَى فِي سَوَادٍ فَشَكَتِ الْجِنُّ مَآكِلَهُمْ فَقَالَ أَ وَ لَيْسَ قَدْ أَبَحْتُ لَكُمْ النَّثِيلَ وَ الْعِظَامَ[3] قَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى أَنْ لَا يَسْتَجْمِرَ بِهَا فَقَالَ لَكُمْ ذَلِكَ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ الشَّمْسَ تَضُرُّ بِأَطْفَالِنَا فَأَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الشَّمْسَ أَنْ تَرْجِعَ فَرَجَعَتْ وَ أَخَذَ عَلَيْهَا الْعَهْدَ أَنْ لَا تَضُرَّ بِأَوْلَادِ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ.
و منه الحديث الملك الذي تضمن كلمة ابن حماد و هي
و لقد غدا يوما إلى الهادي إذا
بالباب معترضا شجاع أقرع[4]
فسعى إلى مولاي يلحس ثوبه
كالمستجير به يلوذ و يضرع
حتى إذا بصر النبي بكمه
و يذوده بالرفق عنه و يدفع
ناداه رفقا يا علي فإن ذا
ملك له من ذي المعارج موضع
أخطأ فأهبط من علو مكانه
فأتى بجاهك شافعا يستشفع
[1] و في بعض النسخ: الطامى بدل الطائني.
[2] لعل لفظى اليوباء و الجلعباء كلمتان معهودتان على عرف الحى و الا فكتب اللغة خالية عن ذكرهما.
[3] النثيل: الروث. و النثيلة: البقية.
[4] الشجاع: الحية و الاقرع من الحيات: المتمعط اي الساقط شعر الرأس لكثرة سمه.