و كانوا لا يأمنون إلا
في موسم العمرة في رجب- و موسم الحج في ذي الحجة فيشترون و يبيعون فيهما و كان
النبي ع في كل موسم يدور على قبائل العرب فيقول لهم تمنعون لي جانبي حتى أتلو
عليكم كتاب ربي و ثوابكم على الله الجنة و أبو لهب في أثره يقول إنه ابن أخي و هو
كذاب ساحر فأصابهم الجهد و بعثت قريش إلى أبي طالب ادفع إلينا محمدا حتى نقتله و
نملكك علينا فأنشأ أبو طالب اللامية التي يقول فيها
و أبيض يستسقى الغمام بوجهه
فلما سمعوا هذه القصيدة
آيسوا منه فكان أبو العاص بن الربيع و هو ختن رسول الله ص يجيء بالعير[2] بالليل
عليها البر و التمر إلى باب الشعب ثم تصبح بها فحمد النبي ع فعله فمكثوا بذلك أربع
سنين و قال ابن سيرين ثلاث سنين و في كتاب شرف المصطفى فبعث الله على صحيفتهم
الأرضة[3] فلحستها
فنزل جبرئيل فأخبر النبي ع بذلك فأخبر النبي ع أبا طالب فدخل أبو طالب على قريش في
المسجد فعظموه و قالوا أردت مواصلتنا و أن تسلم ابن أخيك إلينا قال و الله ما جئت
لهذا و لكن ابن أخي أخبرني و لم يكذبني إن الله قد أخبره بحال صحيفتكم فابعثوا إلى
صحيفتكم فإن كان حقا فاتقوا الله و ارجعوا عما أنتم عليه من الظلم و قطيعة الرحم و
إن كان باطلا دفعته إليكم فأتوا بها و فكوا الخواتيم فإذا فيها باسمك اللهم و اسم
محمد فقط فقال لهم أبو طالب اتقوا الله و كفوا عما أنتم عليه فسكتوا و تفرقوا
فنزل ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ[4]