نام کتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 522
على شره فالاولى فيه ان يكون موجود الوجهين^ (الأول) انه ان لم يوجد
فلا بد و ان يفوت الخير الغالب و فوات الخير الغالب شر غالب فاذا في عدمه يكون
الشر اغلب من الخير و في وجوده يكون الخير اغلب من الشر فيكون وجود هذا القسم اولى
(مثاله) ان النار في وجودها منافع كثيرة و ايضا مفاسد كثيرة مثل احراق الحيوانات و
لكنا اذا قابلنا مصالحها بمفاسدها كانت مصالحها اكثر من مفاسدها و لو لم توجد
لفاتت تلك المصالح و كانت مفاسد عدمها اكثر من مصالح وجودها فلا جرم وجب ايجادها و
خلقها^ (الثاني) و هو ان الذي يكون خيره ممزوجا بالشر ليس الا الامور التي تحت كرة
القمر و لا شك انها معلولات العلل العالية فلو لم يوجد هذا القسم لكان يلزم من
عدمها عدم عللها الموجبة لها و هى خيرات محضة فيلزم من عدمها عدم الخيرات المحضة و
ذلك شر محض فاذا لا بد من وجود هذا القسم^ (فان قيل) فلم لم يخلق الخالق هذه
الأشياء عرية عن كل الشرور^ (فنقول) لانه لو خلقها كذلك لكان هذا هو القسم الأول
الذي يكون خيرا محضا و ذلك مما قد فرغ عنه^ (و قد بقى) في العقل قسم آخر و هو الذي
يكون خيره غالبا على شره و قد بينا ان الاولى بهذا القسم ان يكون موجودا^ (و هذا
الجواب) لا يغنى لان لقائل ان يقول ان جميع هذه الخيرات و الشرور انما توجد باختيار
اللّه تعالى و ارادته مثل الاحتراق الحاصل عقيب النار ليس موجبا عن النار بل اللّه
اختار خلقه عقيب مماسة النار و اذا كان حصول الاحتراق عقيب مماسة النار باختيار
اللّه تعالى و ارادته فكان يمكنه ان يختار خلق الاحتراق عند ما يكون خيرا و ان لا
يختار خلقه عند ما يكون شرا
نام کتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 522