نام کتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 410
ازيد مما في الطبيعة مثل الغذاء المعمول و اللباس المعمول فان
الاغذية الطبيعية لا تلائم الانسان و الملابس ايضالا تصلح للانسان الا بعد
صيرورتها صناعية فلذلك يحتاج الانسان الى جملة من الصناعات حتى تحسن معيشته و
الانسان الواحد لا يمكنه القيام بمجموع تلك الصناعات بل لا بد من المشاركة حتى
يخبز ذاك لهذا و ينسج هذا لذاك فلهذه الاسباب احتاج الانسان الى ان تكون له قدرة
على ان يعلم الآخر الذي هو شريكه ما في نفسه بعلامة وضعية و اصلح الأشياء لذلك هو
الصوت لانه يحصل منه حروف تتركب منها تراكيب كثيرة من غير مؤنة تلحق البدن و تكون
شيئا لا يثبت و لا يبقى فيؤمن وقوف من لا يحتاج الى الشعور عليه و بعد الصوت
الاشارة الا ان الصوت اعلى من الاشارة لان الاشارة لا تتناول الا المرئي الحاضر و
يحتاج المعلم الى تحريك حدقته الى جهة مخصوصة ففائدة الاشارة اقل و مؤنتها اكثر و
اما الصوت فليس كذلك فلا جرم تقرر الاصطلاح على تعريف ما في النفس بالعبارات^ (و
اما الحيوانات الاخر) فان اغذيتها طبيعية و ملابسها مخلوقة معها فما كان بها حاجة
الى الكلام و مع ذلك فان لها اصواتا يقف بها غيرها على ما في نفوسها و لكن دلالة
تلك الاصوات دلالة جملية على حصول حالة ملائمة او منافرة و اما الاصوات الانسانية
فانها تدل دلالة تفصيلية و لعل الامور التي يحتاج الانسان الى ان يعبر عنها امور
غير متناهية^ (و منها) استنباط الصنائع العجيبة و للحيوانات الاخر شيء من ذلك لا
سيما النحل في بنائها البيوت المسدسة العجيبة و لكن ليس ذلك مما يصدر عن استنباط و
قياس بل عن الهام و تسخير و لذلك لا يختلف و لا يتنوع (هذا) ما قاله الشيخ
نام کتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 410