«إِنَّ فِي ذلِكَ
لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ» لتقلبه في أنواع الصور و
الصفات و لم يقل لمن كان له عقل، فإِن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد و
الحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر. فما هو ذكرى لمن كان له عقل و هم أصحاب
الاعتقادات الذين يكفر بعضُهم بِبعض وَ يَلعَنُ بعضهُم بعضَاً و ما لَهُمْ مِنْ
نَاصرين. فإِن إِله [2] المنازع
ما له نصرة من إِلهه الذي في اعتقاده، فَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِين، فنفى الحق
النُّصْرَة عن آلهة الاعتقادات على انفراد كل معتقد على حدته، و المنصور المجموع،
و الناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذي لا ينكر.
فأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة. فلهذا قال «لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ» فَعَلِمَ تقلب الحق
في الصور بتقليبه في الأشكال. فمن نفسه عرف نَفْسَه [3]
و يكون بغيرٍ لهوية الحق، بل هو عين الهوية. فهو العارف