إعلم أن المملكة تبنى على قاعدة كلية لا قوام لها بدونها و لا تثبت
إلا عليها؛ هي منها بمنزلة الرأس من الجسد، فكما لا بقاء للجسد بعد قطع[1] الرأس كذلك لا بقاء للمملكة بدون
هذه القاعدة.
و هذه[2] القاعدة
يقلّها[3] أركان
خمسة[4] بها قوام
القاعدة، فإذا انتفض منها ركن أوهن القاعدة و افضى الى اضطرابها فتخل[5] المملكة. فكما ان النفس يقوم بها
أركان خمسة و هي الغذاء و الشحم و الدم[6]
و المخ و العظم، فإن انتقص منها ركن (أوهن النفس و افضى الى ذهاب القوة، كذلك دين
الاسلام أركانه خمسة، فإذا انتقص منها ركن في شخص بطل عمل البواقي و خرج عن
الاسلام[7].
و هذه القاعدة و اركانها الخمسة يقلها[8]
اساس باطن[9] لا تثبت
إلا عليه، فإذا اتسع[10] هذا
الاساس اختلت[11] الاركان و
اضطربت القاعدة و افضى الامر الى هدم الجميع. و سنوضح ذلك ان شاء اللّه تعالى.
أما القاعدة التي تبنى[12] عليها
المملكة فهي الملك المنتصب لتدبير الرعية و سياسة الملك)[13]،
و يقيمه أوصاف أربعة لا ينفك عنه واحدة منها و هي: ادبه