و حكي أن بهرام ملك العجم ولّى قائدا من
قواده تخوم[1] أرضه مما
يلي أرض الترك، فبلغه عنه أنه يكثر من غيبة خاقان فقال: هذا دليل عجزه و ضعفه[2] عن مقاومته، ثم عزله و ولى غيره.
اعلم أن الغضب وصف طبعي ركبه اللّه تعالى[6]
في الحيوان ليكون به الإنتقام من المؤذي له، و سببه[7]
هجوم ما تكرهه النفس ممن هو دونها، و الحادث عن الغضب السطوة و الإنتقام، فإذا
افرط و جاوز حدّه سلب العقل[8] و حجب عن
صواب الرأي، (فيصير صاحبه)[9] مقطوع
الحجة قليل الحيلة، و ربما عاد ضرر الغضب و نكايته على الغضبان دون المغضوب عليه،
و قد يظهر ذلك في نفسه
[2] -و ضعفه عن مقاومته ثم عزله و ولى غيره: ساقطة في
ف.
[3] - ابو الاسود الدؤلي: هو ظالم بن عمر بن سليمان بن
عمر بن نفاسه بن عدي بن الدؤل بن بكر بن كنانة يعرف بابي الاسود الدؤلي الكناني،
من كبار الشعراء و التابعين و المحدثين و النحويين كان اول من هذّب كلام العرب من
الشوائب، و شهد صفين مع علي بن ابي طالب و ولي البصرة لابن عباس و مات فيها عام 69
ه او عام 67 ه حسب ما ورد في معجم الادباء. قارن عنه، اخبار النحويين البصريين للحسن
بن عبد اللّه السيرافي نشره فريتس كونكو، المطبعة الكاثوليكه، بيروت 1936 ص 13-
22. الشعر و الشعراء 2/ 615، الاغاني 11/ 101. سريع العيون لابن بناته ص 276- 277.
البداية و النهاية 8/ 312. معجم الأدباء، للحموي 11/ 34- 35.