قالت: سأضرب لك في ذلك مثلا يكون عليه قياسك. و بأنواره في ظلم
الشكوك استبصارك. و في وحشتها استيناسك:
[هدايا النوروز]
حكي أنه أهدي إلى بعض الملوك في يوم نوروز[1]
هدايا جليلة. و حمل إليه طرف فاخرة، نبيلة. فتقدم إلى جواريه، و من حضر من سراريه
بأن تأخذ كلّ واحدة منهن من ذلك ما حلي بقلبها و انصبّت إليه مادة خبأها فتناولت
كلّ واحدة ما أرادت و أربت على مقصود الأمر و زادت. و بقيت منهنّ واحدة لم تسف[2] إلى مطلوب.
و لا ظهر عليها أنّ شيئا من ذلك بأسره عندها محبوب.
فقال لها الملك: ما لي أراك من موافقة صواحبك متقطعة.
و عن مشاركتهن فيما أفدته من هذه الطرائف الفاخرة ممتنعة؟
قالت: ألست القائل- أيها الملك- لتأخذ كلّ منكنّ ما أحبّت؟! قال:
بلى. قالت: فإني لا أحبّ سواك! و ليس لي هوى إلّا هواك! أفتأذن لي في أخذك و
المصير بك إلى حجرتي[3]. فإنك غاية
[1] نوروز( نيروز): من أعظم أعياد الفرس: أول من اتخذه
جمشيد، أحد ملوكهم الأوائل. و سببه أنه لما هلك طهرمرت ملك بعده جمشيد، فسمي اليوم
الذي ملك فيه" نوروز" أي اليوم الجديد. و مدته ستة أيام و يحتفل به
الأكراد اليوم أيضا. للتفاصيل انظر: النشوار 1/ 57؛ الفرج بعد الشدة 8: 246؛ و
كتاب النيروز لابن فارس( ضمن نوادر المخطوطات للشيخ عبد السلام هارون، ط 2، 1393
ه/ 1973 م)؛ آداب الملوك لابن رزين، 127.