الأوّل والثاني: الأكل والشرب؛ معتاداً كان كالخبز والماء، أو
غيره كالحصاة وعصارة الأشجار؛ ولو كانا قليلين جدّاً كعُشر حَبّة وعُشر قطرة.
(مسألة
2): المدار هو صدق الأكل والشرب ولو كانا على النحو غير المتعارف، فإذا
أوصل الماء إلى جوفه من طريق أنفه، صدق الشرب عليه وإن كان بنحو غير متعارف.
الثالث: الجِماع؛ ذكراً
كان الموطوء أو انثى، إنساناً أو حيواناً، قُبلًا أو دُبراً، حيّاً أو ميّتاً،
صغيراً أو كبيراً، واطئاً كان الصائم أو موطوءاً. فتعمّد ذلك مبطل وإن لم يُنزل،
ولايبطل مع النسيان أو القهر السالب للاختيار، دون الإكراه، فإنّه مبطل أيضاً، فإن
جامع نسياناً أو قهراً، فتذكّر أو ارتفع القهر في الأثناء، وجب الإخراج فوراً، فإن
تراخى بطل صومه. ولو قصد التفخيذ- مثلًا- فدخل بلا قصد لم يبطل، وكذا لو قصد
الإدخال ولم يتحقّق؛ لما مرّ من عدم مفطريّة قصد المفطر. ويتحقّق الجِماع بغيبوبة
الحشفة أو مقدارها، بل لايبعد إبطال مسمّى الدخول في المقطوع وإن لم يكن بمقدارها.
الرابع: إنزال
المنيّ باستمناء، أو ملامسة، أو قُبلة، أو تفخيذ، أو نحو ذلك من الأفعال التي
يُقصد بها حصوله، بل لو لم يقصد حصوله وكان من عادته ذلك بالفعل المزبور، فهو مبطل
أيضاً. نعم لو سبقه المنيّ من دون إيجاد شيء يترتّب عليه حصوله- ولو من جهة عادته
من دون قصد له- لم يكن مبطلًا.
(مسألة
3): لابأس بالاستبراء بالبول أو الخرطات لمن احتلم في النهار؛ وإن علم
بخروج بقايا المنيّ الذي في المجرى إذا كان ذلك قبل الغُسل من الجنابة، وأمّا
الاستبراء بعده فمع العلم بحدوث جنابة جديدة به فالأحوط تركه، بل لايخلو لزومه من
قوّة، ولايجب التحفّظ من خروج المنيّ بعد الإنزال إن استيقظ قبله، خصوصاً مع الحرج
والإضرار.