و إن شئت
قلت: كون شيء واحد وجودا تنزيليا لألف شيء ممّا لا مانع منه، و لا يلزم منه
التكثر في الوجود الواقعي[1].
3-
إنّ حقيقة الاستعمال ليست إلّا عبارة عن ايجاد المعنى باللفظ و
القائه إلى المخاطب خارجا، و من هنا لا يرى المخاطب إلّا المعنى فإنّه الملحوظ
أولا و بالذات و اللفظ ملحوظ بتبعه و فان فيه، و عليه فلازم استعمال اللفظ في
المعنيين على نحو الاستقلال تعلق اللحاظ الاستقلالي بكل واحد منهما في آن واحد، و
من الواضح أنّ النفس لا تستطيع على أن تجمع بين اللحاظين المستقلين في آن واحد، و
لا ريب أنّ الاستعمال في أكثر من معنى واحد يستلزم ذلك، و المستلزم للمحال محال لا
محالة[2].
و
قد يشكل بأنّ النفس تقتدر على الجمع بين اللحاظين المستقلين في آن واحد لقيام
الضرورة بامكان تصوّر شيئين معا و إلّا لصار التصديق و الحكم بكون شيء شيئا أو
لشيء ممتنعا[3].