و لكن قد
يكون الأقلّ محصّلا للغرض بشرط عدم انضمام الزائد، فإنّ انضم الزائد إليه كان
المحصّل للغرض هو الأكثر بحده الخاص، بمعنى أن يكون لجميع الأجزاء دخل في حصول
الغرض، و في مثل هذا لا محيص عن التخيير بين الأقل و الأكثر، حيث إنّ كلا منهما
بحدّه الخاص يكون محصلا للغرض، فلا وجه لتخصيص الوجوب بالأوّل دون الثاني. و على
هذا يكون التخيير بين الواجبين الأقل و الأكثر ممكنا[1].
و
لكن يخرج الواجبان حينئذ عن الأقل و الأكثر و يصبحان من مصاديق التخيير بين
المتباينين حقيقة لمباينة الشيء بشرط لا- و هو الأقل بحدّه- مع الشيء بشرط شيء-
و هو الأكثر بحدّه- كما هو واضح[2].
التطبيقات:
1-
نقل صاحب الجواهر قدس سرّه عن بعض الفقهاء في تسبيحات
الركعتين الأخيرتين أنّ الواجب هو تسبيحة واحدة و الزائد مستحب، و ذكر من أدلّته
على ذلك عدم معقولية التخيير بين الأقل و الأكثر عقلا و أنه يجب حمل جميع ما أوهم
ذلك على وجوب الأقل و استحباب الأكثر. ثم أشكل على دليله بقوله: «إنّ الممنوع من
التخيير بين الأقل و الأكثر إذا فرض حصول الامتثال بالأقل و لو في ضمن الأكثر.
أمّا إذا لم يحصل الامتثال به إلّا حال عدم كونه جزء الأكثر فلا