أكتافهم.
فلمّا رأى عمير بن الحباب هزيمة أصحابه بعث إلى إبراهيم يسأله: أجيئك الآن؟
فقال
له: لا تأتينّي حتّى تسكن فورة شرطة اللّه، فإنّي أخاف عليك عاديتهم الآن[1].
وحمل
شريك بن جدير التغلبي بالثلاثمائة المبايعين معه على الموت، فجعل يهتك صفوفهم صفّا
صفّا بأصحابه، وثار الغبار فلا يسمع إلا وقع السيوف والحديد[2]،
ورأى شريك التغلبي الحصين بن نمير السكوني فحسبه ابن زياد، فتوصّل إليه واعتنق كلّ
منهما الآخر ثمّ نادى التغلبي: اقتلوني وابن الزانية، فقتل الحصين[3]
ثمّ توصّل إلى ابن زياد وانفرج الناس عنهما وإذا بهما قتيلين[4]،
ورأى ابن الأشتر ابن زياد على شاطئ نهر الخازر تحت راية منفردة فضربه فقدّه نصفين.
فلمّا انفرج الناس ذكر لأصحابه ذلك وقال لهم: التمسوه، فالتمسوه فإذا هو ابن زياد[5].
[1] . تاريخ الطبري 90: 6، عن أبي مخنف، عن فضيل بن
خديج الكندي. وفي 81: 6: أنّه ممّن شهد الوقعة. ونقل المسعودي: أنّ عمير بن الحباب
كان في نفسه ما فعل بقومه من مضر وغيرهم من نزار يوم مرج راهط قرب دمشق، فكاتب
إبراهيم بن الأشتر سرّاً والتقيا وتواطئا. فصاح يومئذ: يالثارات قيس! يالمِضر!
يالنِزار! فتزاحمت نزار من مضر وربيعة على من كان معهم في جيشهم من أهل الشام من
قحطان. مروج الذهب 97: 3.
[5] . تاريخ الطبري 90: 6 عن أبي مخنف. وقال في التنبيه
والإشراف 270: كان ذلك يوم عاشوراء سنة( 67 ه-). وقال يزيد بن المفرّغ الحميري
اليمني في قتل ابن زياد:
إنّ الذي كان ختّارا بذمّته ومات
عبدا قتيل اللّه بالزّاب