responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرتنا و سنتنا نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 1  صفحه : 95

ونحن لم نعرف، وأُمّ الدنيا أيضاً لم تعرف، إنساناً في أطراف العالم أعطاه الله تعالى الإحاطة، كُلّ الإحاطة، بهاتيك الجهات، والعلم بجميع ما منح الله أهل بيت نبيه- صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم- من عوامل الود، وأُصول الولاية، وشؤون الخلافة والإمامة بأسرها وبرمتها، والإطلاع على قيمها ومقاديرها حتّى يسع له تحديد لازمها من الحبّ والوقوف على حدّه.

فلمّا لم تك تعرف كُلّ واحدة واحدة من تلكم الجهات المذكورة الخاصّة بهم أهل البيت الطاهر وعشرات أمثالها ممّا لم تذكر على حقيقتها ومقاييسها، ولم تبين بقدرها وخصوصيتها، فالقول بالغلوّ فيما يتبعها وينبعث منها من الحبّ تافه سرف جزاف من القول لا مغزى له، وإنّما الغلوّ كما مرّ آنفاً هو التجاوز عن الحدّ وذلك لا يتصور إلّا بعد عرفان الحدّ والقياس وأنّي لنا بذلك.

قل هلمّ شهداءكم الذين يشهدون أنّ الله حرّم هذا.

على أنّ القول فيما توصف به العترة الطاهرة من العلم والإرادة والقدرة والتصرف والرضى والغضب والحلم والعفو والرحمة والتفضل والتكرم إلى ما سواها وإن بلغ ما بلغ، وبالغ فيها الواصف ما بالغ، فإنّما هو واقف لدى حدود الإمكان لا محالة، ولا مماثلة ولا مشاكلة قط بينها وبين صفات الواجب تعالى، والسنخية بينهما منتفية من أصلها، فمتى ثُمّ متى يتصور المقايسة بين الذاتي المطلق، وبين العرضي المحدود المقيد؟

وكذلك بين ما لا يكيف بكيف ولا يؤيّن بأين، وبين ما يقترن بألف كيف وأين؟

وهكذا بين التأصلي الاستقلالي، وبين التبعي المكتسب من الغير؟

ومثل لذلك بين الأزلي الأبدي، وبين الحادث المتغير؟

فمع هذه الفوارق اللازمة لصفات الممكن لا يتصور شي‌ء من الشرك والغلوّ قط.

نعم، يتأتى الغلوّ بأحد الأمرين: القول باتصافهم بما لم يجعل الله لهم مثل‌

نام کتاب : سيرتنا و سنتنا نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست