نام کتاب : سيرتنا و سنتنا نویسنده : العلامة الأميني جلد : 1 صفحه : 94
فذلكة
القول
الأخذ
بمجاميع تلكم الجهات الداعية إلى حبّ أهل البيت وولائهم يعطينا خبراً بأنّ حبنا
لهم يقصر عن مدى تلكم الدواعي، ويشذّ ويبعد عن حدود تلك الجهات المختصة بهم بمراحل
ومراحل إلى ألف مرحلة، نظراً إلى قصور مبلغنا من العلم بجوهريتها وحاقّها، وقلة
الاستطلاع عليها والإحاطة بها، والبون الشاسع بيننا وبين النيل إلى معرفة كنهها
ومنتهاها.
وأنّى
ثُمّ أنّى لنا أن نقف نحن على حقيقة ما هم عليه من الصفات وهم هم، ونحن نحن، فهل
يسع للجاهل الأُمي- مثلًا- أن يعرف العلم وحقيقته ومبدأه ومبلغه ومنتهاه، وأُصوله
وفروعه، وأصنافه وطرقه ومناهجه وأبحاثه ودروسه ومواضعه وفنونه وأقسامه ومعالمه،
وتكوينه وتشريعه، وكمه وكيفه، وعرضه وطوله، وعدّه وحدّه، وتعلقه بما كان وبما
يكون، وبما هو كائن، أو بالإضافة إلى هذا العالم السفلي الملكي، وإلى العوالم
العلوية الملكوتية؟ علمَ من عنده علم الكتاب، علمَ من ينتهي علمه إلى أُمّ الكتاب،
إلى مصدر الوحي المبين، إلى عين اليقين، إلى الواقع الذي لا يتطرق إليه قط وهمٌ،
ولا شكّ، ولا ظن، ولا خيال، علمَ من يحدثه الملك نكتاً في القلوب، أو نقرأً في
الآذان: وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ[1]
وهم هم- عليهم السّلام-[2].
هذه
النسبة بيننا وبينهم في العلم، وهي تطرد إلى جميع ما لهم من الملكات والنفسيات
والمقامات والكرامات.