responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرتنا و سنتنا نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 1  صفحه : 9

المقدمة

ولله الحجّة البالغة

ربما يستعصي على الإنسان درك ما يقاسيه رجال الفكر والقادة، من حملة العلم والفقاهة، من الشدائد والنوازل والدواهي الفادحة، دون سعيهم وراء صالح الأُمّة، وسيرهم في مناهج رقيّها وتقدمها، وإحيائهم تراثها العلمي ودعوتهم إلى العلم الناجع وجهادهم المثابر في حثّ الناس على المهيع اللاحب من الحقّ، وإيقائهم شعور الشعب الإسلامي، وإيقافهم رواد العلم والفضيلة على الحقائق الراهنة، وتوجيههم إلى ما فيه الصلاح والفلاح والنجاح.

أنّي؟ ثُمّ أنّى؟ يتأتى لمن نأى عن تلكم الميادين، وبعد عن ذاك العالم بعد المشرقين أن يتصور ما هنالك من كوارث ونوائب ومواقف خطرة، ودواهٍ مدلّهمة. ومجاهدات ومناضلات ومحاماة وجهاد ونضال محاماة.

فترى في كُلّ قرن من أدوار الإسلام أفذاذاً عباقرة من تلكم الفئة الصالحة، والشخصيات البارزة، قيّضهم المولى سبحانه في غابر الزمن وحاضره لإعادة جادّة الدّين الحنيف، ساروا سيراً لحباً ركضاً قسيّاً بمهمّة قعساء، وعزم راسخ، يزحزح الرواسي، وكابدوا وعثاء السفر، وارتحلوا مرّة بعد أُخرى، بين آونة وآونة، وتجولوا في أرجاء العالم، وساحوا في الأرض أربعة أشهر، وأربعة وأربعة، ابتغاء لمعالم العلم والدّين، وإعلاء لكلمة العدل والصدق، ودحضاً على معرّة الباطل، وإقامة للحجّة البالغة.

فهلمّ معي ننظر عن كَثب إلى مثال فذّ بذّ أوحديّ من أُولئك الفئام، وإلى أشواطه البعيدة، وخطواته الواسعة، ونهضته العلميّة بمفرده كأنه أُمة واحدة.

نام کتاب : سيرتنا و سنتنا نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست