قال الرّبيع: فأرسل إليّ المهدي ليلا، فراعني ذلك، فجئته،
فإذا[2] هو يقرأ هذه الآية،- و كان
من أحسن النّاس صوتا-، فقال: عليّ بموسى بن جعفر.
قال: فجئته به، فعانقه و أجلسه إلى جنبه و قال[3]:
يا أبا الحسن، رأيت السّاعة أمير المؤمنين [عليّا عليه السّلام][4]
و هو يقرأ عليّ هذه الآية، أفتومنني[5]
أن لا تخرج عليّ و لا على أحد من ولدي بعدي؟ فقال: «و اللّه لا فعلت ذلك أبدا، و
لا هو من شيمتي»، فقال: صدقت.
ثمّ قال: يا ربيع، أعطه ثلاثة آلاف دينار و ردّه إلى أهله
[إلى المدينة].
قال الرّبيع: فأحكمت أمره ليلا، فما أصبح إلّا و هو على
الطّريق مخافة العوائق.
و قال المدائني: أقام موسى بالمدينة حتّى توفّي المهدي و
الهادي و حجّ هارون الرّشيد فاجتمع بموسى بن جعفر عند قبر رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و سلّم، فقال هارون للنبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم[6]:
السّلام عليك يا ابن العمّ- افتخارا على من حوله-[7]،
فدنا موسى من القبر و قال:
«السّلام عليك يا أبة»، فتغيّر[8]
وجه هارون، ثمّ قال: و اللّه يا أبا الحسن هذا هو