و قال هشام: إنّما حبسه في قبّة زمزم[3]،
و حبس معه عشرين من وجوه شيعته[4].
و جماعة من بني هاشم لم يبايعوه، و ضرب لهم أجلا إن لم
يبايعوه فيه و إلّا حرّقهم بالنّار.
و أشار[5] بعض من كان مع محمّد أن يبعث
إلى المختار فيعرفه حديثهم و ما توعّدهم به ابن الزّبير، و قال في كتابه: يا أهل
الكوفة، لا تخذلونا كما خذلتم الحسين.
فلمّا قرأ المختار كتابه بكى و جمع الأشراف و قرأ عليهم
الكتاب؛ و قال: هذا كتاب مهديّكم؛ و سيّد أهل بيت نبيّكم؛ و قد تركهم الرّسول
ينتظرون القتل و الحريق، و لست أبا إسحاق إن لم أنصرهم و أسرب الخيل في أثر الخيل
كالسّيل حتّى يحلّ بابن الكاهليّة الويل.
ثمّ سرّح إليهم عبد اللّه الجدلي في ألف فارس، و أتبعه بألف،
ثمّ بألف و ألف،