و في الصّحيحين أيضا عن أبي هريرة، قال: كنت مع رسول اللّه
صلى اللّه عليه و سلّم في سوق من أسواق المدينة فانصرف و انصرفت، فقال لي: «يا
لكع- ثلاثا- ادع لي الحسن بن عليّ»، فدعوته، فجاء و في عنقه السّخاب، فالتزمه
النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم بيده و قال: «اللّهمّ إنّي أحبّه فأحبّه، و أحبّ من
يحبّه».
- و قوله عليه [الصّلاة و][3]
السّلام لأبي هريرة «يا لكع»: أراد به أنّه صغير في العلم و القدر-[4].
قال أبو هريرة: فما كان عندي أحبّ إليّ من الحسن بن عليّ بعد
ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما قال[5].
[2] - قال ابن الأثير في النّهاية
4/ 268 مادّة« لكع»: اللّكع عند العرب: العبد، ثمّ استعمل في الحمق و الذمّ، و
أكثر ما يقع في النّداء، و هو اللّئيم. و قيل: الوسخ، و قد يطلق على الصغير، و منه
الحديث: أنّه عليه السّلام جاء يطلب الحسن بن عليّ قال:« أثمّ لكع؟»، فإن أطلق على
الكبير أريد به الصغير العلم و العقل.
و قال في مادّة« سخب» منه 2/ 349:
السّخاب هو خيط ينظم فيه خرز و يلبسه الصّبيان و الجواري، و قيل: هو قلادة تتّخذ
من قرنفل و محلب و سكّ و نحوه، و ليس فيها من اللّؤلؤ و الجوهر شيء.
و منه حديث فاطمة رضي اللّه
عنها:« فألبسته سخابا» أي الحسن ابنها.
[4] - ما بين الخطّين توضيح من
المصنّف، و قد تقدّم شرح هذه اللّفظة في التّعليقة المتقدّمة على الحديث السّابق.
[5] - صحيح البخاري- فتح الباري
10/ 332- رقم 5884 كتاب اللّباس، باب السّخاب للصّبيان، عن إسحاق بن- إبراهيم
الحنظلي، عن يحيى بن آدم، عن ورقاء بن عمر، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن نافع بن
جبير، عن أبي هريرة. مع تصرّف لفظي و تلخيص من المصنّف.
نام کتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة نویسنده : سبط ابن الجوزي جلد : 2 صفحه : 17