خامساً: الوعي الكونيّ والفلكيّ عند الإمام السجاد (ع)
علم
الأئمّة ليس علماً عاديّاً كما هو عند العلماء والباحثين والمفكِّرين، وإنّما هو
علم موروث عن آبائهم الكرام ومن النبيّ الأعظم (سلام الله عليهم أجمعين)، ومن
الفهم الصحيح لآيات القرآن المجيد.
وكلّ
الأئمّة ومنهم إمامنا عليّ بن الحسين السجّاد (عليهم السلام) هم الشارحون
والمفسّرون والموضّحون الحقيقيّون للقرآن المجيد والسنّة النبويّة الشريفة.
وعلى
هذا الأساس، فالذي قاله الإمام عليّ بن الحسين السجّاد (ع) حول الكون والسماء
والفلك، وما قاله حول العلوم والمعارف الأخرى هو مادّة علميّة قيّمة وصحيحة وصادقة
لا تشوبها شائبة، شرط أن نفهمها فهماً صحيحاً وذكيّاً، وعلى وفق القواعد والأصول
الصحيحة المتبعة في فهم النصّ.
وفي
هذا الجزء من البحث سنتناول ما ورد من مادّة كونيّة وفلكيّة في الأدعيّة الإلهيّة
الكريمة التي تضمنتها الصحيفة السجّاديّة جامعين بينها وبين ما يناسبها من علم
الفلك الحديث مع التحليل والمقارنة اللازمين، وحسب ما يتطلّبه سياق البحث، ليدرك
القارئ أن جزءاً من علم الإمام السجّاد (ع) الوارد في الصحيفة السجّاديّة يتعلّق
بالكون والسماء والفلك وعلى أكمل وجه، وسيكون بحثنا وفق التسلسل التالي: