responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القصص القرآنى نویسنده : الحكيم، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 132

و هم صافون و يفعلون ما يؤمرون إلى غير ذلك من الأعمال المحدودة.

3- و ما نعرفه بالنظر و الاختبار عن حال الحيوان و النبات و الجماد، فإنّها بين ما يكون لا علم له و لا عمل كالجماد، أو يكون له عمل معين يختص به نفسه دون أن يكون له علم و إرادة، و لو فرض أنّ له علما أو إرادة فهما لا أثر لهما في جعل عملهما مبينا لحكم اللّه و سنته في الخلق، و لا وسيلة لبيان أحكامه و تنفيذها.

فكل حي من الأحياء المحسوسة و الغيبية- عدا الإنسان- له استعداد محدود و علم إلهامي محدود و ما كان كذلك لا يصلح أن يكون خليفة عن الذي لا حد لعلمه و إرادته.

و أمّا الإنسان فقد خلقه اللّه ضعيفا و جاهلا، و لكنّه على ضعفه و جهله فهو يتصرف في الموجودات القوية، و يعلم جميع الاسماء بما وهبه اللّه من قدرة على النمو و التطور التدريجي في إحساسه و مشاعره و إدراكه، فتكون له السلطة على هذه الكائنات يسخرها ثم يذللها بعد ذلك كما تشاء قوته الغريبة التي يسمونها العقل، و لا يعرفون حقيقتها و لا يدركون كنهها، فهذه القوة نجدها تغني الإنسان عن كل ما وهب اللّه للحيوان في أصل الفطرة و الإلهام من الكساء و الغذاء و الاعضاء و القوة.

فالانسان بهذه القوة غير محدود الاستعداد، و لا محدود الرغائب، و لا محدود العلم، و لا محدود العمل.

و كما أعطاه اللّه- تعالى- هذه المواهب أعطاه أحكاما و شرائع حدد فيها أعماله و أخلاقه، و هي في الوقت نفسه تساعده على بلوغ كماله؛ لأنّها مرشد للعقل الذي كان له كل تلك المزايا.

و بهذا كله استحق الإنسان خلافة اللّه في الارض، و هو خلق المخلوقات بها، و نحن نشاهد في عصرنا آثار هذه الخلافة بما فعله الإنسان من تطوير و سيطرة

نام کتاب : القصص القرآنى نویسنده : الحكيم، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست