نام کتاب : الديوان المنسوب إلى الإمام السجاد نویسنده : بهجت العطار، قيس جلد : 1 صفحه : 22
قرآناً
ونثراً[1]، أضف إلى
ذلك أنّ الدراسات الحديثة بل والقديمة تشترط الخيال والتخيّل في الشعر[2]،
وليس في القرآن ولا كلام النبيّ (ص) شيء من ذلك. وتفصيل الأمر موكول إلى محلّه،
غير أنّ نهاية المطاف هي أنّ عدم قول الشعر للنبيّ (ص) إنّما هو لجهة خاصة.
والذي
يهمّنا هو قول الأئمّة (عليهم السلام) للشعر، فهل هم ورسول اللّه (ص) سواء في عدم
قول الشعر أم أنّهم يجوز عليهم قول الشعر؟ وإذا قالوه فهل هو من باب الإنشاء أو من
باب الاستشهاد والإنشاد.
الذي
تقتضيه الأدلّة أنّه لم يرد ولا حديث واحد يُحيل على الأئمّة (عليهم السلام) قول
الشعر أو يمنع منه، فالأصل فيه الإباحة، وإذا ورد في خصوص الرسول الكريم (ص) المنع
لعلّة ما فهذه العلّة منتفية في الأئمّة (عليهم السلام).
قال
الراوندي: إنّ النبي (ص) قد كان يعاف قول الشعر، وقد أمره اللّه تعالى بذلك لئلّا
يتوهّم الكفار أنّ القرآن من قيله، وليخلص قلبه ولسانه للقرآن، ويصون الوحي عن
صنعة الشعر؛ لأنّ المشركين كانوا يقولون في القرآن: إنّه شعر، وهم يعلمون أنّه ليس
بشعر، ولو كان النبي (ص) معروفاً بصنعة الشعر لنقموا عليه بذلك وعابوه به[3].
وهذه
العلّة غير موجودة في الأئمّة (عليهم السلام)؛ إذ انتشر الإسلام، وثبت القرآن،
وآمن به الناس، ولم يبق من يردّد مقولة المشركين: إنّه شعر.
إذن
مَنْعُ الشعر عن النبيّ (ص) مخصوص بجهة خاتميته، وكون القرآن معجزه الأكبر،
فَلِكَي لا يتطرق له الشك والشبهة وطعن الطاعنين منع اللّه رسوله من قول الشعر،
وعلة المنع هذه منتفية في الأئمّة (عليهم السلام).