responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 435

جعلها اللَّه مهيّجةً للأشواق ودواعٍ إلى الخيرات واكتساب الفضائل، محرّضة على الأعمال الحسنة والعادات الحميدة والأخلاق الجميلة والملكات الفاضلة، تمهّد السبيل لصالح المعاش والمعاد، وتُعِدّ الضمانة لسعادة الدنيا والآخرة.

فإنّ الدعوة والإرشاد والتربية تبعث الشوق وتحرّك العاطفة وتلبّد الإرادة، والشوق والإرادة يبعثان على السعي والجدّ والتدبير والحذر.

وقد جعل اللَّه في محكم قضائه وسابق علمه أن يكون الجدّ والسعي والحركة والعزيمة مهيّئة لمطالبنا موصلة إلى مقاصدنا مخرجة من القوّة إلى الفعل كامن كمالاتنا.

كما جعلها اللَّه أسباباً مقترناً بها ما يصل إلينا من أرزاقنا، وما قُدّر لنا من معائشنا، أو لما يصرفه اللَّه عنّا من المكاره ويدفعه عنّا من المضارّ.

وكلّ هذه الغايات لا تحصل لنا إلّاباجتماع كلّ هاتيك المبادي والوسائط نظراً إلى نواميس الكون الأوّلية، لا إلى النوادر وخوارق العادات، فإنّ لتلك أيضاً سلسلة أسباب ومجارٍ أُخر؛ إذ من الجلي أنّه لا يحدث ممكن في الكون إلّا بأسبابه وسلسلة علله.

ثمّ إنّ تلك الأسباب والوسائط من السعي والجدّ والنشاط وأضدادها أيضاً واجبة لنا مقدّرة علينا، ولكن سنخ وجوبها- كما عرفت- ليس تقدير إجبارٍ وحتم، بل على أنّها تقع باختيارنا وتنشأ من ضعف أو قوّة عزائمنا التي يكون ضعفها وقوّتها في إمكاننا واقتدارنا.

ولعلّ إلى هذه المناحي والمقاصد وقع الإيمان ببعض الأحاديث الشريفة، مثل: قوله صلى الله عليه و آله لمن سأله: هل يغني الدواء والرقية من قدر اللَّه؟ قال: «الدواء

نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست