responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 258

تُوجّه حواسّ الإدراك إلى عجيب صنع الأفلاك، وما أحاطت به الأرضون والسماوات من عجائب المخلوقات، واختلاف الليل والنهار، واستقامة سير الفلك الدوّار، وما للشمس في الأرض من عجائب الآثار، وتربيتها للمعادن والحيوانات والأشجار، وما يترتّب على حركتها أو حركة الأرض عليها من الفصول، وما اشتملت عليه من الحكم والأسرار في الطلوع على الناس والأُفول، وما اشتمل عليه عرش الملك الجليل من الدقيق والجليل وغوادي حوادثه في الغدوّ والأصيل:

انظر إلى العرش على مائه‌

سفينة تجري بأسمائه‌

واعجب له من مركبٍ دائر

قد أودع الخلق بأحشائه‌

يسبحُ في لجٍّ بلا ساحل‌

في جندل الغيب وظلمائه‌

وموجه أحوال عشّاقه‌

وريحه أنفاس أبنائه‌

فلو تراه بالورى سائراً

من ألف الخطّ إلى يائه‌

ويرجع العود إلى بدئه‌

ولا نهايات لإبدائه‌

يكوّر الليل على صبحه‌

وصبحُه يفنى بإمسائه‌

وبالجملة: فكلّ شي‌ء يقع عليه بصرك وكلّ معنى يتصوّره فكرك- إذا دققّت النظر فيه وتوصّلت من باديه إلى خافيه- وجدته كتاباً مبيناً ودفتراً بأدلّة التوحيد مشحوناً.

ففي كلّ عضو من الإنسان ألف دليل على ذلك وبرهان، ولكلّ نفس إلى ذلك النبأ الصادق عدّة سنن وطرائق.

كيف لا! (والطرق إلى اللَّه [الخالق‌] بعدد أنفاس الخلائق):

وجميعُ أوراق الغصون دفاترٌ

مشحونةٌ بأدلّة التوحيد

نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست