على أنّ صدر
المتألّهين في (الأسفار)- لحسن ظنّه بعامّة الحكماء وتنزيههم عن مثل هذه السخافات
والخرافات ومصادمة ضرورة العقول التي هي مبادئهم وعليها ابتناء كافّة علومهم- قد
أوّل كلامه، وأخرجه من ظلمة التعطيل إلى أظلّة التوحيد، وجعله من أكبر الموحّدين[1].
وعلى
أيّ حال، فلو كان العلم بالرجال لا بالبرهان والاستدلال لعددنا في قبالة هذا آلاف
الملايين من عيون الرجال وأجلّة الأكابر والمشاهير.
[السادس: إشارة إلى قاعدة: أنّ فاقد الشيء لا يعطيه]
6-
إنّ من القواعد والمبادئ المقرّرة في العقول الثابتة في النفوس التي هي من غزائزها
الأوّلية وفطرتها الطبيعية، وكفى بالامتحان والتجارب شاهد صدق عليها، ألا وهي ما
قرّرته الحكماء من: (أنّ معطي الشيء لا يكون فاقد الشيء،