وأصرح منها
رواية (بريد بن معاوية)[1]، عنه عليه
السلام: أنّه قال: «ليس للَّهعلى خلقه أن يعرفوا، وللخلق على اللَّه أن يُعرّفهم،
وللَّه على الخلق- إذا عرّفهم- أن يقبلوا»[2].
وبينها
وبين ما تقدّم من الدليل العقلي تدافع وتناف ظاهر؛ إذ مقتضاه وجوب السعي والطلب في
تحصيلها، ومقتضى الأخبار خلافه. ويمكن الجمع والتوفيق بينهما على وجه يصطلحان
ويرتفع تنافيهما، ذاك بما عرف من أنّ العقل أوّل رسول من اللَّه إلى خلقه، وأعظم
حجّة على بريّته، وأكبر شاهد على عباده، وأعدل خليفة في خليقته، وهو الحكم العدل
بين الخالق والمخلوق، والفيصل الحقّ بين العابد والمعبود، وهو الحجّة القاطعة بين
العبد والمولى.