responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 12

أعمدتها.

كتب المؤرّخ الأميركي (ستودارد) يقول: (كاد يكون نبأ نشوء الإسلام الخبر الأعجب الذي دوّن في تاريخ الإنسان. لقد ظهر الاسلام في أُمّةٍ كانت قبل ذلك العهد متضعضعة الكيان، وفي بلاد منحطّة الشأن، فلم يمض على ظهوره عشرة عقود حتّى انتشر في نصف الأرض! ممزّقاً مماليك عالية الذرى‌ مترامية الأطراف، وهادماً أدياناً قديمةً كرّت عليها الحقب والأجيال، ومغيّراً ما بنفوس الأُمم والأقوام، وبانياً عالماً حديثاً متراصّ الأركان، هو عالم الإسلام)[1].

كما وأثبت التاريخ أيضاً- من خلال قراءة في صفحاته وإلقاء نظرة فاحصة على بياناته المتعدّدة- أنّ التطوّرات الحضارية، سواء على المستوى التقني والمدني، العلمي والعملي، اللذين تهيّآ للغرب عموماً ولدول أُوربا خصوصاً، والطفرة النوعية العالية، والكيفية المدهشة التي أنجزتها على كافّة الأصعدة، ولما أدّى‌ إلى نشوء بنية تحتية اجتماعية واقتصادية راقية، إنّما هو أثر النموذج الجديد الذي أفرزته (الظاهرة) الإسلامية إبّان احتكاكها مع شعوب وأُمم ما وراء البحار، ممّا أحدثت سلسلة تفاعلات غيّرت بالضرورة الأنماط القديمة، وأوجدت لها هزّات عنيفة دفعت الغرب برمّته إلى حالة (تقبّل) النمط الجديد، ثمّ استيعاب التغيير الذي تمّ في نماذج مختلفة وعلى أصعدة مختلفة.

كتب المؤرّخ (ه. أ ل. فيشر) يقول في هذا الصدد: (لم يكن هنالك في الجزيرة العربية قبل الإسلام أثر لحكومة عربية أو جيش منظّم أو طموح سياسي عامٍّ. كان العرب شعراء خياليّين محاربين وتجّاراً، لم يكونوا سياسيّين إطلاقاً،


[1] حاضر العالم الإسلامي 67.

نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست