responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 11

ولهذا يمكن القول: إنّ مضمون الحياة الجديدة التي أنشأها الإسلام، وفي ظلّ شريعته الغرّاء، يحتوي على نماذج حياتية تختلف كلّياً عن تلك التي قامت عليها حياة الناس من قبل، من جاهلية مشركة، ومسيحية محرّفة بعدما فقدت بريقها وأصالتها جرّاء أيدي العابثين والمبطلين ممّن تجرّأوا على‌ أن يقدموا على أفعال خشيت الجبال من حملها، وتجاسروا على الانقضاض على أغلب تعليمات السيّد المسيح عليه السلام وقيم السماء التي جاء بها.

الإسلام.. النمط الجديد

ولم يعد خافياً على أحد أنّ نمط الدين الجديد الذي بات يكتسح كلّ العراقيل التي وُضعِت أمامه، ويخترق كلّ الحدود الموضوعة، وأضحى‌ قوّةً عالميةً جديدة ينبغي أن يقام لها وزن في العالم آنذاك، أنّ نمط هذا الدين بدأ يكتسب بُعداً خاصّاً يُحسب له حسابه، ومفهوماً اجتماعياً شاملًا تلتحم في إطاره جميع الأوجه: الاقتصادية والسياسية والتقنية والثقافية والتعليمية، إضافة إلى الأُطر الإيديولوجية الحديثة، ممّا يشكّل في النهاية مدرسة حضارية متكاملة قائمة على أُسس ومبانٍ أبهرت الناس، وجذبت اهتمام حتّى من كان يقطن الأقطار البعيدة عن هذه الحوادث المتلاحقة والمتسارعة، من خلال ما تنقل عبر التجّار والمسافرين من أخبار وتطوّرات متعلّقة بهذا الدين الجديد.

ولكن هذا لا يعني أنّ الإسلام كان يلغي بالضرورة جميع تأثيرات التراكمات الحضارية والآثار الموروثة بالمرّة، بل أثبت ما هو صالح وما لا يخالف قيمه ومبادئه وأخلاقياته، وكلّ ما هو يوائم الفطرة ولا يعارضها، ممّا لا يؤدّي إلى خلخلة البنية الاجتماعية التي راح يؤسّس قواعدها ويرفع من‌

نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست