responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 109

فإنّه اليوم بنفسه قد أشفى- لا سمح اللَّه- على الهلكة، من أدواء في داخله، وعلل في فؤاده، ومزمنات أسقام في رئته وكبده. كيف! وقد عاث الفساد في كلّ باقية من جوارحه، فهو يعالج معضلات الداخل والخارج وموهنات الظاهر والباطن وصدمات العدوّ والصديق.

دع حديثك هذا، فإنّه شجون‌[1]، يسيل بذوب القلوب في شآبيب العيون‌[2].

وأمّا وحرمته، إنّي لأُحرّر فيما هنا والحسرات تتكسّر في صدري، والدمع قبل القلم يجري، والعبرات أمام العبارات تنهلّ. ويا حبّذا لو سمحت لي العناية بموقف تراق قطرة دم حياتي في سبيل حياته أمام الصفّ الذي تراق فيه دماء أُخواني اليوم ويضحّون حياتهم لأجله، فيحيون الحياة السعيدة، ويعيشون وراءها عيش الرغد والهناء، سعادةً أنا من اليقين بها لأمثالهم على مثل ضوء الفلق: «وَ ما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ»[3].

أوشك أن يفوت الغرض، فعد إلى العلم والعمل والسيف والقلم، عد إلى الجناحين الذين لا تحلق أُمّة إلى أوج الفخر ولا تخوض موج العزّ إلّابدفتيهما والاعتماد عليهما، عد إلى هذه الأركان الأربعة والدعائم الممنعة التي تبنى عليها قبّة كلّ مجد وشرف وكلّ سعادة وسيادة، وبمقدار قوّتها وارتفاعها ترتفع منازل الأُمم وتقوى العزائم والهمم.


[1] هذا مثل يضرب في الحديث يتذكّر به غيره، فيقال: الحديث ذو شجون. والشجن: الطريق.( مجمع الأمثال 1: 275). والحديث ذو شجون، أي: فنون وأغراض.( لسان العرب 7: 39).

[2] الشؤبوب: الدفعة من المطر، وحدّ كلّ شي‌ء وشدّة دفعه.( القاموس المحيط 1: 87).

[3] سورة فصّلت 41: 35.

نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست