responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 108

حتّى وضع قوادمه على جدار الصين، وظلّل بالثاني طرف المغرب إلى منتهى المحيط، فقال للشمس: أينما أشرقت ففي ظلالي، وللسحاب: أينما ودقت‌[1] ففي بيت مالي.

بلغ هذا الطائر المبارك الميمون من الفخامة والعظمة في أقلّ من قرن ونصف ما لم تبلغه أكبر دول العالم في عدّة قرون، لا قبله ولا بعده، إعجازاً باهراً وشأناً عظيماً.

ولا تسلني اليوم عمّا حلّ بهذا الطائر الحبيب إليّ، فتسيل عبراتي وتستثير دفين زفراتي التي تطاير بأفلاذ كبدي وشظايا قلبي وتخمد ضئيل ضوء حياتي قبل رجع الجواب: بأنّه مسحت أطرافه، وبترت ذنائبه، حصّت‌[2] أجنحته، كنعت‌[3] يداه ورجلاه، دمغت هامته حتّى تداخلت في عنقه، فاختنق صوته وأخفتت دعوته، وأصبح كجؤجؤ في وسط العراء، تكتنفه الذئاب والوحوش والقشاعم‌[4] والنسور. كلّ يوم تنهش قطعة من لحمه وتكسر عظيماً من عظمه، وهو ينظر بعينه، لا أيد تدفع ولا جناح سلاح يمنع، فهو طعمة للحشرات من الهوام وللبغاث من الطير التي تستنسر في أرضه‌[5]، وتلك زيادة في العلّة وجمرة على غلّة.


[1] الودق: المطر كلّه، شديده وهيّنه.( لسان العرب 15: 256).

[2] الحصّ: حلق الشعر. والطائر الأحصّ الجناح: القليل الريش.( القاموس المحيط 2: 309).

[3] الكَنْع: تشنّج في الأصابع وتقبّض.( العين للفراهيدي 1: 204).

[4] القشعم: النسر المسنّ.( صحاح اللغة 5: 2012).

[5] هذا مثل يضرب للعزيز يعزّ به الذليل، فيقال: إنّ البُغَاث بأرضنا يستنسر. والبغاث: صغار الطير، ويستنسر: يصير نسراً، فلا يُقدر على صيده.( جمهرة الأمثال 1: 197 و 231).

نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست