responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدعة نویسنده : الباقري، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 160

واضحة على‌ عدم وجود أيّ ارتباط بين هذه الصلاة وبين الدين.

فمن الواضح أنَّ مفهوم (البدعة) قد أخذ بعده الاصطلاحي في مرتكزات الأصحاب، نتيجةً لتناول النصوص النبوية له بكثرة وتكرار، وتأكيدها على‌ ذمِّه وانتقاده، ودعوتها إلى ضرورة مواجهته ومكافحته واستئصاله.

فلفظ (البدعة) الوارد في هذا الحديث إما ان يُراد به المعنى‌ الاصطلاحي، أو المعنى‌ اللغوي، فان اريد منه المعنى‌ الاصطلاحي، فهذا يعني الحادث الذي لا أصل له في الدين، وهو ثابت بالاتفاق.

وان اريد منه المعنى‌ اللغوي فهو يعني الأمر الحادث من دون مثال سابق، كما نقلنا ذلك آنفاً عن الكتب اللغوية، وهذا يعني أنَّ هذه الصلاة المخترعة ليست مسبوقة بمثال، وليس لها أصل، فيثبت انَّها (بدعة).

وممّا يؤيدّ عدم وجود الارتباط بينَ هذه الصلاة وبين الدين، وكونها تشريعاً ابتدائياً قول عمر في نفس الحديث:

«إني أرى‌ لو جمعت هؤلاءِ على‌ قارئ واحدٍ لكان أمثل».

فحسب المداليل اللغوية التي نمتلكها لانفهم من القول: «إنّي أرى‌» إلّا التشريع الابتدائي، والاجتهاد الشخصي في مقابل الوحي المنزل.

ونحن لم نعهد على‌ طيلة المسيرة الرسالية من النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم أنه كان يقول: «إنّي أرى‌» ويشرِّع أمراً من قبل نفسه، ولم يكن يتبع إلّاما يُوحى‌ إليه، ولا ينطق عن الهوى‌، إن هو إلّاوحي يوحى‌، ولا يحيد عن الحكم الالهي قيد شعرة، وكيف يكون ذلك؟ وقد قال اللَّه تعالى‌ عنه وهو صاحب الرسالة وربيب الوحي:

(وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ* لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ* ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ‌

نام کتاب : البدعة نویسنده : الباقري، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست