responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 99

ولكن الرجل، كلّ الرجل، نِعْمَ الرجل، هو الذي جعل هواه تبعاً لأمر الله، وقواه مبذولة في رضا الله، يرى الذلّ مع الحقّ أقرب إلى عزّ الأبد من العز في الباطل، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرّائها يؤدّيه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفد، وأن كثير ما يلحقه من سرّائها- إن تبع هواه- يؤدّيه إلى عذاب لا انقطاع له ولا زوال.

فذلكم الرجل نعم الرجل، فبه فتمسّكوا، وبسنّته فاقتدوا، وإلى ربكم فتوسّلوا، فإنّه لا تردّ له دعوة، ولا يخيب له طلبه)[1].

5- من أين يتلقّى المؤمنون الحكمة؟

عن الإمام زين العابدين (ع) أنّه قال:

(لا تحتقروا اللؤلؤة النفيسة أن تجتلبها من الكبا الخسيسة[2]، فإن أبي حدّثني، قال: سمعت أمير المؤمنين (ع) يقول: إن الكلام من الحكمة لتلجلج في صدر المنافق نزاعاً إلى مظانّها حتى يلفظ بها، فيسمعها المؤمن، فيكون أحق بها وأهلها فيلقفها)[3].

إن حاجة المؤمن إلى الحكمة شديدة وعظيمة لأن الحياة بالنسبة إليه جهاد واجتهاد، جهاد للهوى (وهو الجهاد الأكبر)، وجهاد للطاغوت (وهو الجهاد الأصغر)، واجتهاد في العمل لتحقيق مرضاة الله ولبلوغ الكمال والقرب إلى الله وخلافة الله على الأرض، وهذه الحياة الكادحة تحوجه دائماً إلى الحكمة التي تمنحه البصيرة والنور، وتسدّده وتبصّره، وتمنحه القوّة والعزيمة على طريق ذات الشوكة.


[1] - الحدائق الناضرة: 10/ 58- 59، وجواهر الكلام: 13/ 300- 301، وسائل الشيعة: 8/ 317- 318 و 5/ 394، والاحتجاج للطبرسي: 2/ 53 وبحار الأنوار: 2/ 84 و 71/ 184 وجامع أحاديث الشيعة: 6/ 427 و 13/ 464.

[2] - الكبا المزبلة والأوساخ المتجمّعة على المياه، والخسيسة: الحقيرة.

[3] - أمالي الطوسي ص 625 وبحار الأنوار: 2/ 97 وبلاغة الإمام عليّ بن الحسين: ص 222.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست