responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 98

(إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه، وتماوت في منطقه، وتخاضع في حركاته، فرويداً، لا يغرّنكم.

فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا، وركوب الحرام منها، لضعف نيّته، ومهانته، وجبن قلبه، فنصب الدين فخّاً لها، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره، فإن تمكّن من حرام اقتحمه.

وإذا وجدتموه، يعفّ عن المال الحرام، فرويداً، لا يغرّنكم.

فإن شهوات الخلق مختلفة، فما أكثر من ينبو عن المال الحرام، وإن كثر، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة فيأتي منها محرّماً.

فإذا وجدتموه يعفّ عن ذلك، فرويداً، لا يغرّنكم.

حتى تنظروا ما عُقدة عقله؟ فما أكثر من ترك ذلك أجمع، ثمّ لا يرجع إلى عقل متين، فيكون ما يفسد بجهله أكثر مما يصلحه بعقله.

فإذا وجدتم عقله متيناً، فرويداً، لا يغرنّكم.

حتى تنظروا، أمع هواه، يكون على عقله، أم يكون مع عقله، على هواه؟ وكيف محبّته للرئاسات الباطلة؟، وزهده فيها؟

فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة، يترك الدنيا للدنيا، ويرى أن لذّة الرئاسة الباطلة أفضل من لذّة الأموال والنعم المباحة المحلّلة، فيترك ذلك أجمع طلباً للرئاسة، حتى إذا قيل له: إتق الله أخذته العزّة بالإثم فحسبه جهنّم ولبئس المهاد.

فهو يخبط خبط عشواء، يوفده أوّل باطل إلى أبعد غايات الخسارة، ويمدّ به- بعد طلبه لما لا يقدر عليه- في طغيانه، فهو يحلّ ما حرّم الله، ويحرّم ما أحلّ الله، لا يُبالي ما فات من دينه إذا سلمت له الرئاسة التي قد شقي من أجلها.

فأولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم عذاباً مهيناً.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست