وكما
ان الفتن تأتي بأهواء تُتَّبّع، وأحكام تُبتدع كذلك في المقابل يسلم الإنسان من
أمواج الفتن بالتقوى.
ومن
سفن النجاة في الفتن: القرآن
عن
رسول الله (ص) أنّه قال:
إذا
التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنّه شافع مشفّع، وما حل
مصدّق. من جعله أمامه قاده إلى الجنّة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار[3].
وهذان
هما سبيلا الرشد وطريقا القصد في الفتن (القرآن والتقوى).
ثمّ
يعلّمهم زين العابدين (ع) بعد ذلك، أن يستعينوا على الفتن بالزهد، فإن الزهد يحفظ
الإنسان من الانغماس في الدنيا والافتتان بها، الذي هو رأس مصائب الإنسان ومن أعظم
مصادر الفتن.
وقد
جعل الله تعالى سلامة الإنسان في التفكير والتأمّل والتدبّر، وإنّما رزق الله
تعالى الإنسان العقل والفكر وأمكنه من التفكير والتدبير ليعصم نفسه من مضلات الفتن
ويحفظ نفسه من السقوط فيها.
ويواصل
الإمام عليّ بن الحسين (ع) في هذا السياق مكانه عن معاقل النجاة عندما تهبّ على
الناس رياح الفتنة.