نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 151
والصاحب
من مستصحبه[1] ترد
عليكم فتنتهم شوهاء مخشية[2]
وقِطَعاً جاهلية، ليس فيها منار هدى، ولا علم يرى
والإمام
زين العابدين (عليهماالسلام) يتحدّث عن هذه الفتنة بالذات، فقد عاش كلّ معاناتها
ومرارتها وضراوتها.
كيف
يسلم الناس من الفتنة:
يقول
الإمام زين العابدين (ع) في كلامه السابق:
فليس
يَعرف تَصَرُّم أيّامها، وتقلّب حالاتها، وعاقبة ضرر فتنتها إلا من عصم الله، ونهج
سبيل الرشد، وسلك طريق القصد، ثمّ استعان على ذلك بالزهد، فكرر الفكر، واتّعظ
بالصبر، فازدجر، وزهد في عاجل بهجة الدنيا، وتجافى عن لذّاتها، ورغب في دائم نعيم
الآخرة، وسعى لها سعيها، وراقب الموت، وشنأ الحياة مع القوم الظالمين
وهذه
النقاط التي يذكرها الإمام زين العابدين (ع) هي سفن النجاة في مضلات الفتن التي
يفقد فيها الناس بصائرهم وأسماعهم ووعيهم.
إنّ
الذين يسلمون في هذه الفتن هم الذين يعصمهم الله من مضلات الفتن، وأولئك هم الذين
نهجوا سبيل الرشد، وسلكوا طريق القصد ... فلم يتخبّطوا في سيرهم وحركتهم، ولم
ينحرفوا عن الصراط المستقيم الذي رسمه الله تعالى لهم.
واتقوا
الله تعالى في مضلات الفتن، فإن العبد إذا اتّقى الله تعالى عصمه الله في مضلات
الفتن وحفظه من العمى والصمم الّذين يُصيبان سائر الناس.
[1] - أي التابع من متبوعه، ومتى يستطيع التابع الذليل
ان ينتصر على متبوعه وقائده؟