responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 15

وقد عاش الإمام الباقر (ع) هذه الفترة الصعبة من اضطهاد شيعته، والتضييق عليهم واستئصالهم.. يقول (ع)، كما يروي ذلك عنه ابن أبي الحديد، في شرح النهج:

(ثمّ لم نزل أهل البيت، نُستذلِ ونستضام، ونُنقَص ونُمتَهن، ونُحْرَم، ونُقتل، ولا نأمن على دمائنا ودماء موالينا، ووَجد الكاذبون الجاحدون، لكذبهم وجحودهم موضعا يتقربون به إلى أوليائهم، وقضاة السوء، وعمّال السوء، في كلّ بلدة، فحدَّثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة، ورووا عنّا ما لم نقله، وما لم نفعله ليبغضونا إلى الناس. وكان عظم ذلك وكبره زمن معاويّة بعد موت الحسن (ع)، فقتلت شيعتنا بكل بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنّة، وكان من يُذَكّر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره، ثمّ لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين (ع)، ثمّ جاء الحجّاج فقتلهم كلّ قتلة، وأخذهم بكل ظنة وتهمة، حتى أنّ الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال له شيعة عليّ)[1].

يقول ابن الأعثم (المتوفّى سنة 314 ه-) في كتابه الفتوح، فيما ارتكبه زياد بن أبيه أيّام معاويّة من قتل الشيعة وملاحقتهم واستئصالهم:

(وجعل زياد يتتبع شيعة عليّ بن أبي طالب، فيقتلهم تحت كلّ حجر ومدر، حتى قتل منهم خلقاً كثيراً، وجعل يقطع أيديهم وأرجلهم، ويسمل أعينهم، وجعل أيضاً يغري بهم معاوية، فقتل منهم معاويّة جماعة، وفيمن قتل حجر بن عدي الكنديّ وأصحابه، وبلغ ذلك الحسن بن علي (ع) فقال:

اللهم خُذْ لنا ولشيعتنا من زياد بن أبيه، وأرنا فيه نكالًا عاجلًا[2].


[1] - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 11/ 44. وروى المجلسي هذا النص عن ابن أبي الحديد في البحار: 68- 69.

[2] - الفتوح لابن الأعثم: 4/ 203، ط حيدر آباد.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست