وعن أمير المؤمنين (ع):
واحذّركم الدنيا فإنّها دار قلعة وليست بدار نجعة
[1].
ويقول عليّ بن الحسين (عليهماالسلام):
ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار، ولا تركنوا إلى زهرة الحياة الدنيا، وما فيها ركون ... فإنّها دار قلعة وبلغة ودار عمل
[2].
الركونان اللّذان يفسدان الناس:
يذكّرنا الإمام عليّ بن الحسين (ع) في هذه الكلمة بالركونين اللّذين يفسدان الناس:
الركون الأوّل: الركون إلى الظالمين.
يقول تعالى: وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ [هود: 113].
والركون الثاني الذي يفسد الناس: الركون إلى الحياة الدنيا.
يقول تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَ رَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ [التوبة: 38].
والرضا بالحياة الدنيا هو الركون إلى الدنيا.
ويقول تعالى: إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَ رَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَ اطْمَأَنُّوا بِها وَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ [يونس: 7- 8].
وهذه الطمأنينة بالدنيا هي الركون إلى الدنيا والرضا بها والاطمئنان إليها، وهو أحد الركونين المحظورين في منهج التربيّة الإسلاميّة.
[1] - بحار الأنوار: 70/ 123.
[2] - بحار الأنوار: 75/ 146.