وهذا
هو العامل الأوّل الذي يحفظ الإنسان من فتنة الدنيا (فاحذروا ما حذّركم الله
منها).
والعامل
الثاني لمكافحة فتنة الدنيا الزهد وعدم الركون إلى الدنيا.
يقول
(ع):
وازهدوا
فيما زهّدكم الله فيه منها، ولا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من اتخذها دار
قرار ومنزل استيطان
.
إنّ (الزهد) غير (التقوى).
ولا
يمكن علاج فتنة الدنيا بالتقوى فقط من دون الزهد. وسوف يتضح لكم وجه هذه الحقيقة.
إن
حقيقة الزهد تحرير النفس منالتعلّق بالدنيا، وليس من التمتّع والانتفاع بالدنيا،
ومصيبة الإنسان فيالتعلّق بالدنيا، وليس في التمتّع بالدنيا، وإن كان الاستغراق في
التمتّع بطيبات الحياة يؤدّي إليالتعلّق بالدنيا غالباً.
يصف
أمير المؤمنين (ع) الزهد، فيقول: الزهد كلّه بين كلمتين من القرآن:
قال
الله سبحانه: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما
آتاكُمْ [الحديد: 23].
ومعنى
الآيّة أن أساس مصيبة الإنسان سقوطه في الحزن (الأسى)، بما فاته والفرح بما آتاه.
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 138