responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 121

يأكلون الدرهم والدينار والذهب والفضة...، إلا إنّهم في الحقيقة يأكلون النار الحارقة ولا يشعرون، فإن باطن هذه الدراهم والدنانير التي يأكلونها النار، غير أنهم لا يشعرون بذلك في الدنيا.

فإذا ماتوا وجدوا أعمّالهم بباطنها وحقيقتها قد سبقتهم إلى الحياة الآخرة فتحضر لهم أعمّالهم‌ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ ...

وعندئذٍ يتمنّى الإنسان أن يكون بينه وبين سيّئات أعماله أمداً بعيداً، ولكنّها تلتصق به التصاقاً شديداً، لا تفارقه قطّ، ولا يجد سبيلًا للتخلّص منها.

يقول تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ. [الزلزلة: 7- 8].

وآيّة سورة الزلزلة واضحة في أنَّ الإنسان يقدم على عمله، ويرى عمله يوم القيامة.

فينعم الصالحون يومئذٍ بأعمّالهم الصالحة، ويشقى الفاسقون بأعمّالهم السيئة.

الغافل غير المغفول عنه:

ثم يحذّر الإمام الناس عن الغفلة، ويصفهم بهذا الوصف المثير: (ويحك يا ابن آدم الغافل، وليس مغفولًا عنك)، وهو وصف ينطبق انطباقاً دقيقاً على كثير من الناس. يعيشون في غفلة تامة عن الله، وعن الموت وعن أنفسهم، وكأنّه ليس من ورائهم حساب على أعمالهم، ولا ينفذ أجلهم .... وكل لحظة تمر عليهم يقتطع الزمان من عمرهم قطعة لا تعود إليهم أبداً ... ولو علموا أنّهم غير مغفول عنهم إذا غفلوا، حافظوا على وعيهم وانتباههم.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست