responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 120

على تزود التقوى والزهد فيها، جعلنا الله وإياكم من الزاهدين في عاجل زهرة الحياة الدنيا، الراغبين لأجل ثواب الآخرة، فإنما نحن به وله‌[1]، وصلى الله على محمّد النبي وآله وسلّم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)[2].

تأمّلات حول الخطاب:

يقول الإمام عليّ بن الحسين (ع) في مستهلّ خطابه:

(اتّقوا الله، واعلموا أنّكم إليه ترجعون، فتجد كلّ نفس ما عملت من خير محضراً، وما عملت من سوء، تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً).

هذا الخطاب مقتبس من قوله تعالى: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ، تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً، وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ. [آل عمران: 30].

والآيّة الكريمة تشير إلى حقيقة هامّة، وهي حضور الأعمال بنفسها يوم القيامة، فإنَّ لعمل الإنسان ظاهراً وباطناً، والذي يعرفه الناس من عملهم في الدنيا هو ظاهر العمل، وأمّا باطن أعمّالهم فيتعرفون عليه في الآخرة... ولعلّ الآيّة الكريمة من سورة النساء تشير إلى هذا المعنى:

إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى‌ ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً. [النساء: 10] ... إن الذين يأكلون أموال اليتامى يرون أنّهم‌


[1] - أي إنّما نحن موجودون بالله تعالى وله، ففي الأوّل إشارة إلى تفويض الأمور كلّه إليه، وفي الثاني إشارة إلى طلب التقرب منه بالإتيان بالمأمورات والاجتناب عن المنهيّات، وبهذا يتمّ النظام في الدارين وعلو المنزلة في النشأتين، شرح اصول الكافي، المازندراني: 11/ 415.

[2] - روضة الكافي، ضبط وتصحيح الشيخ جعفر شمس الدين، دار التعارف- بيروت: 64- 67.

والأمالي للصدوق، ص 407- 409، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات. وتحف العقول لحسن بن عليّ بن شعبة الحراني: 59، بحار الأنوار: 6/ 223 و 75/ 143.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست