الغضب
ممحقة لقلب الحكيم، ومن لم يمتلك غضبه لم يملك عقله[3].
وعن
السيّد المسيح عيسى ابن مريم (عليهماالسلام):
بحقِّ
أقول لكم: إنّ الزرع ينبت في السهل، ولا ينبت في الصفا، وكذلك الحكمة تعمر في قلب
المتواضع، ولا تعمر في قلب المتكبِّر الجبّار. ألم تعلموا أنّه من شمخ برأسه إلى
السقف شجّه، ومن خفض برأسه عنه استظلّ تحته وأكَنّه؟ وكذلك من لم يتواضع لله خفضه،
ومن تواضع لله رفعه.
إنّه
ليس على كلّ حال يصلح العسل في الزقاق[4]، وكذلك
القلوب ليس على حال تعمر الحكمة فيها، إن الزقّ مالم ينخرق أو يقحل[5]
أو يتفل[6] فسوف
يكون للعسل وعاء، وكذلك القلوب مالم تخرقها الشهوات ويدنسها الطمع ويقسيها النعيم
فسوف تكون أوعيّة للحكمة[7].
ومن
العوامل التي تكسب الإنسان الحكمة التفكير. وقد ورد عن رسول الله (ص) في هذا
المعنى:) لم يكن لقمان نبيّاً، ولكن كان عبداً كثير التفكير، حسن اليقين، أحبّ
الله فاحبه، ومنَّ عليه بالحكمة[8].