responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 64

التعاليم الإسلامية، سواء من أعلن نشاطه بعنوان الحرب مع الإسلام ومَن جعل عنوان مكافحة القومية العربية حجّة كاذبة له ...

إنّ هولاء لا يستطيعون أن يحتلّوا في قلوب الإيرانيّين اليوم محلّ الأبطال المسلمين أبداً ... فلا يمكن أن يحتل المقفّع أو المقنّع وسناباذ وبابك ومازيار في قلوب الإيرانيّين اليوم محلّ الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب والحسن بن عليّ والحسين بن عليّ، بل وحتى محلّ سلمان الفارسي. يعلم بهذا الجميع.

ولكن الذي يمكن أن يقع هو أن يثير هؤلاء بدعاياتهم هذه الشعور القومى والعنصري والوطني للشباب العاطفي المتحمّس غير المتعقّل، ضدّ الإسلام، فيقطعوا بذلك علاقة هؤلاء الشباب بدينهم الإسلام. أقول: إنّه وإن كان لا يمكن أن تحتل عواطف دينية أُخرى محلّ العواطف الإسلامية، ولكن يتمكّن هؤلاء من أن يبدلّوا هذه العواطف الإسلامية بعواطف مضادّة للإسلام، وبهذا يمكنهم أن يخدموا أسيادهم المستعمرين. ومن هنا نرى أنّ الذين هم يضادّون الله والدين بصورة مطلقة، يدافعون في كتاباتهم الفارغة الجوفاء عن الزرادشتية والأوضاع السائدة في إيران قبل الإسلام. ومن هنا نعرف أهداف هؤلاء.

ونحن نريد أن نرد هذا البحث من هذا المنطق الذي يستعمله هؤلاء، أي منطق القومية والإحساس القومي، أجل، بهذا المنطق، مع أنّا نعلم أنّ القومية- كما قال إقبال الباكستاني- نوع من الوحشية، ونعلم أنّ الشعور القومي إنّما يحسن منه ما كان له دور إيجابي لخدمة المواطنين، وأنّه إذا أخذ الجانب السلبى وسبّب التمييز في الحكم والقضاء وفي رؤية المحاسن والعمي عن المساوى‌ء، كان مضاداً للأخلاق والإنسانية، ونعلم أنّ هناك منطقاً أسمى من منطق الأحاسيس القومية، و أنّ الدين و العلم و الفلسفة فوق مرتبة الأحاسيس، و أنّ الأحاسيس القومية مهما كانت مرغوباً فيها في أي مجال كانت غير مرغوب فيها في الدين والعلم والفسلفة، وأنّه لا يمكننا أن نقبل مسألة علمية أو فلسفية أو دينية بحجّة أنّها مسألة قومية، كما لا يمكن أن نردّها ونعمى عنها بحجّة أنّها أجنبية ومن أجنبىّ عنّا، ولقد صدق من قال: «لا وطن‌

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست