نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى جلد : 1 صفحه : 590
إنّ الشعر
والنثر الفارسيين كانا طيلة اثني عشر قرناً من عمرهما- لا زالا- متأثّرين بالقرآن
والحديث بصورة قوية، فإنّ أكثر المضامين العرفانية والحكمية الفارسية لها جذور في
الحديث والقرآن وقد طوت تحت أثر القرآن والسنة طريق السّمو.
إنّ
عداء بعض العناصر مع اللّغة الفارسية (الدّرّية) الذي كان يظهر أحياناً باقتراح
إخراج اللغات العربية وأحياناً باقتراح تغيير الخط الفارسي (العربي في أصله) كلّ
ذلك لأجل أنّ هذه اللّغة لغة إسلامية أكثر من أي شيء آخر، وهي مرآة للثقافة
الإسلامية، ولا يمكن مكافحة الإسلام من دون مكافحة هذه اللّغة، تحت ستار مكافحة
اللغات الأجنبية أو الخطوط الأجنبية.
ونحن
في بحثنا هذا عن الخدمات القيمة التي قدمتها اللّغة الفارسية للإسلام أيضاً
نكتفيبهذه الإشارة ونعهد بالبحث التفصيلي فيذلك الىالعلماء ذوي الصلاحية الأكثر
لذلك.
قرنان
من السكوت!
ممّا
قرأ القارئ العزيز في القسم الثالث من هذا الكتاب- وإن كان مختصراً- حصل على نتيجة
واحدة هي: أنّ ردّ الفعل الإيراني أمام الإسلام كان شاكراً نجيباً، يحكي عن نوع من
الوفاق الطبيعي بين الروح الإسلامية والاتجاهات الإيرانية. وأنّ الإسلام كان
لإيران والإيرانيّين كغذاء لذيذ بلغ الى أفواههم الفارغة الجائعة، أو كماءعذباريق
في فم عطشان وأنّ الطبيعة الإيرانية- ولا سيما مع الأوضاع الزمكانية والاجتماعية
لإيرانقبل الإسلام- جذبت هذا الطعام اللّذيذ الى نفسها واتّخذت منه القوّة
والحياة، ثم صرفت هذه القوّة والحياة لخدمة الإسلام.
نعلم
أنّ الامويين حكموا العالم الإسلامي من سنة 41 حتى 132 ه-، أي قرابة قرنمن
الزمان. وهؤلاء أحيوا ما أماته الإسلام من الميّزات القومية والعنصرية، وعملوا
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى جلد : 1 صفحه : 590