المقدسة). المعمار المسلم‌أظهر مهارته‌في فنّه في هذه المساجد والمشاهد والمدارس الإسلامية، وكذلك القاشاني والخواتيم والكتائب المخطوطة النفيسة الصنع. وكنوز المصاحف في مختلف المتاحف فى الدول الإسلامية وغيرها تبدي لنا مدى ظهور الفن الإيراني في الصعيد الإسلامي، وفي الحقيقة تبدي إنبعاث الروح الإسلامية فى الذوق الإيراني.

إنّ الإيرانيّين لا في إيران فحسب بل في غير إيران أيضاً أوجدوا كثيراً من الآثار الفنية الإسلامية، بل في بعض البلاد غير الإسلامية التي فيها أقلّية مسلمة كالهند الصينية توجد آثار إسلامية كثيرة صنعت بأيدي الإيرانيّين هي أسناد وثائق لإخلاصهم بالنسبة الى الإسلام. ونحن نكتفي هنا بهذه الإشارة ونحيل التفصيل والتحقيق في ذلك الى عهدة أهل الفن.

اللّغة والآداب‌

ومن مظاهر الخدمات الذوقية والإحساسية التي قدمها الإيرانيون للإسلام هي الخدمات التي أسداها الإيرانيون من طريق اللّغة الفارسية للإسلام، إنّ الأُدباء والعرفاء و الخطباء الإيرانيّين أبدعوا في بيان الحقائق الإسلامية بثوب اللّغة الفارسية الجميلة، مثلوا الحقائق الإسلامية بالأمثال اللطيفة وجسّدوها، وأدخلوا المعاني اللطيفة القرآنية في ثياب قصص جميلة، والمثنوي خير شاهد على هذا المدّعى.

إنّ خدمات اللّغة الفارسية (الدَّرّية) للإسلام هي موضوع بحث وتحقيق مستقل، ومن يطالع في هذا الموضوع يرَ أنّ هذه اللّغة خدمت الإسلام في طول عمرها الألف والمائتي عام أكثر من أي شي‌ء آخر. ولو تصدى أحد لجمع الشعر الفارسيّ في التوحيد والقرآن ومدح الرسول (ص) وأهل البيت (عليهم السلام) لأصبح عدّة مجلّدات فضلًا عن شعر الحكمة والموعظة والقصص والغزل.