responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 44

إنّ حركة القارة السوداء ضد الاستعمار والظلم والتمييز الطبقي، من أجل إحقاق الحقّ الإنساني لهم، حركة مقدّسة تطابق الواقع الفطري والضمير البشري، ولكنّها حينما تتصوّر بصورة تمجيد النفس والإنتقام من الغير والأمل في الحكم والمتعة بها، تصبح مقدّمة وأساساً لظلم جديد، ظلم لم يجد لنفسه بعد مجالًا للعمل.

إذن فللدواعي والدوافع دور في حرمان الأُمم ومحكوميتها. فمتى ما تكاملت فكرة تمجيد السود وتوصّلت الى تمجيد الحقّ والعدل، كان نتاجها نهضة مثمرة. ولهذا فنحن نقيس الحركات التحرّرية المنبعثة عن الألم والأمل المشترك بدواعيها ودوافعها؛ فهل هي منبعثة عن المطالبة بالحقوق والعدل والتحرّر؟ أو عن المطالبة بالحكم والتمتّع به والاستئثار بمنافعه ومطامعه. وهذا شي‌ء ينتج عن مسلك الحاكم و مذهبه وفكرته ونظرته الى العالم وهو يقود حركة الأُمة.

إنّ الثقافة الغربية تخرج هذه العوامل الآنفة الذكر عن دائرة العناصر البنّاءة للوجدان الجماعي المشترك والمُؤسِّسة لقومية الأُمة. والمثقّف الشرقي والمسلم والإفريقي يريد أن يصبغ قومية أُمته تلك المقاييس الغربية نفسها وأن يعرّفها الى الرأي العام بتلك الصبغة وهذا يعني أنهّ يريد أن يبني قومية أُمته ويدافع عنها بتلك الأسلحة التي باعها له عدّوه؛ والويل ثم الويل من هذه الأسلحة التي نشتريها نحن من العدوّ!

وكما وجدنا في الحركات القومية والنهضات الطبيعية عالم الألم والأمل المشترك والثورة ضدّ سيطرة الأجنبي، نشاهد فيها عنصراً آخر: هو الاشتيقاق الى الحقّ والتحرّر الفكري وأنّ هذين العاملين هما معاً خير مقياس لمشروعية النهضة واستحقاقها، فالقومية الألمانية بما كان لها من دواع عنصرية وتفوّقية، لم يكن فيها لسائر الناس في الأرض شي‌ء من النور والضياء، بل الحرب والفناء والصهيونية التي كانت تتراءى أنّها بُدئت لإنقاذ اليهود من التشرّد والضياع بين الأُمم، تبدو اليوم في آيديولوجية معتدية وعنصرية ظالمة؛ فهذه الحركة مع ما فيها من الألم والأمل‌

نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست