المشترك بين اليهود وبما لها من دواعي الإنتفاع من المحرومين في العالم لصالح إثني عشر مليوناً من الصهاينة، قد أصبحت موضع استنكار جميع الأحرار في العالم. وإنّ نهضة المقاومة القومية الفرنسية- مع ما كان لها من البطولات التكتيكية- بما أنّها كانت نابعة عن روح القومية الفرنسية، فإنّها صوّبت استعمار الشعب الجزائري وسحق نهضته التحريرية، ولم يكن من نصيب هذه النهضة الفرنسية أن تُؤسس مدرسة للحركات التحرّرية. أمّا تلك الحركة التي كانت تحتوي على عوامل طلب العدل والحقّ أكثر وأظهر، أصبحت حركة عالمية وأساساً لحضارة عظيمة ومدارس فكرية إنسانية.

والحاصل: أنّا نلاحظ للتمييز بين الوحدات الاجتماعية والإنسانية و تعيين واقع القوميات وحدودها؛ جميع آلامهم وحرمانهم البالغ الى مستوى الشعور بالمسؤولية، والهدف الحاصل منه والدواعي والدوافع له وهذه الأُمور هي التي تصبح منبع الحياة والحركة لجماعة من الناس.

ومن البدهي أنّ هذه العوامل الأساسية والجوهرية إذا إنتشرت بين أُمة فأوجدت فيهم وجداناً جماعياً وإحساساً مشتركاً، فهي الأساس الصحيح لقوميتهم؛ وهذا الأساس بحاجة الى مهبط يحتله وقالب يحتل فيه، وهو بدوره الذي يبني تلك الثغور والحدود المادّية والطبيعية و المقرّرة. وإنّ صيانة تلك العوامل الأساسية والجوهرية تستلتزم المحافظة على ذلك القالب والمهبط عن تدخل الأجنبي ونفوذه فيه، ذلك الأجنبي الذي يختلف مع تلك الأُمة في جوهرها ولا يعرف آلامها ولا دواعيها ولا دوافعها، بل هو عدوّ لها.

أُمة في طريقها الى الحياة

كنّا ننشد إلى العوامل الأساسية للوجدان الجماعي المشترك، وبلغنا في محاولتنا هذه الى الألم والأمل المشترك أمام سيطرة الإنسان على أخيه الإنسان وإستثماره،